Overblog
Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
25 avril 2010 7 25 /04 /avril /2010 06:39
هنالك قَصَّاصون على الساحة الدعوية، من أمثال:سعيد بن مسفر والدويش والعريفي والجبيلان وغيرهم
بسم الله الرحمن الرحيم


أحسن الله إليكم وبارك فيكم، هذا سائل يسأل ويقول: هنالك قَصَّاصون على الساحة الدعوية، من أمثال:سعيد بن مسفر والدويش والعريفي والجبيلان وغيرهم.


كيف يتعامل مع أشرطتهم التي هي مجرد قصص وتشويق وفكاهات؟ هل ينصح بسماعها بارك الله فيكم؟


أقول: هدي رسول الله-صلى الله عليه وسلم-، وهدي خلفاءه، وسائر أصحابه، وأئمة العلم والدين والإيمان من بعده، من أهل القرون المفضلة ومن هو على النهج، هديهم هو تقرير قواعد الدين وأصوله الكلية ، يأمرون بالتوحيد ويقررونه للناس بابًا بابًا، وينهون عن الشرك ويحذرون منه ويفصلون فيه تفصيلًا، حتى تكون الأمة على حذر منه.

كما أنهم أيضًا لا يَدَعون الأمر لجميع فرائض الدين العملية، ويبينون للناس الحلال والحرام، وكذلك هم ينهون عن جميع المعاصي والبدع والمحدثات في الدين، وقد يقولوا في مقالاتهم وخطبهم شيئًا من الوعظ للترغيب والترهيب.

ومن هنا نقول إن الوُّعاظ قسمان:

القسم الأول: قسم على ما سبق من تقرير أصول الدين وقواعده الكلية بالدليل، ويكون في مواعظهم وخطبهم شيئًا من الوعظ للترغيب والترهيب-تذكير بالموت، الاستعداد للجنة، الحذر من النار، ولكن هذا إلى جانب تقعيد القواعد وتأصيل الأصول قليل.

القسم الثاني: لمَّا يعتنون بقرير قواعد الدين وأصوله، ولا يهتمون بالتوحيد توحيدُ ولا شرك، وديدنهم كله أو جله هو كما ذكرت في سؤالك، قصص وفكاهات ومجرد تشويق أي ترهيب خالي أو ترغيب خالي، فهؤلاء قصاصون وفي أشرطتهم مضيعة للوقت ومشغلة عن طلب العلم الشرعي، الذي أخبر نبينا-صلى الله عليه وسلم-أنه سبيل الخيرية التامة، الخيرية التي تتضمن سعادة الدنيا والآخرة(من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين).

فهؤلاء يجب على المسلمين أن يحذروا أشرطتهم، وكتبهم وأن يحذروا منها، لأن التلمذة عليهم لا تورث إلا الجهل، ترقيق قلوب بدون علم، والله-سبحانه وتعالى-ما أثنى على الوعظ ثناءً مجردًا، بل أثنى على العلم وأهله، (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، وقال: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، وقال: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)، وقال-صلى الله عليه وسلم-: (من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنة)، (وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما صنع)، (وإن العالم ليستغفر له من في السماوات والأرض حتى الحيتان في جوف الماء)، (وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب)، (وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظٍ وافر).

التحذير من الوعاظ والقصاص وأصحاب الفكاهات والقصص والأساليب المشوقة، دون استناد إلى علم شرعي يقرر منه أصول الدين وقواعده الكلية، هؤلاء يحذر منهم ويُحذَرون، وليس لأنهم لم يكونوا على هدي رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وهدي خلفاءه وأصحابه وأئمة التابعين ومن بعدهم، لا.

قام بتفريغه: ابو عبيدة منجد بن فضل الحداد


الأحد الموافق: 11/ جمادى الأولى/ 1431 للهجرة النبوية الشريفة
Partager cet article
Repost0
29 mars 2010 1 29 /03 /mars /2010 09:02

الوَصَاياَ والتَّوجِيهاَتُ السَّلفية

لأَهلِ الحَديثِ بالرُّبوعِ الجزائريَّة

  
لشيخنا المُحَدِّث العلاَّمَة

أبي محمد ربيع بن هادي بن عمير المدخلي

حفظه الله ورعاه وجعل الجنَّة مثوانا ومثواه

 
 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد :

 

فإنها لفرصة ثمينة أن نلتقي بإخواننا وأحبائنا ومن يشاركنا في الانتماء والاعتزاز بالمنهج السلفي، ونسمع عنكم كلَّ خير. نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم من أتباع محمِّدٍ صلى الله عليه وسلم حقًّا ظاهرًا وباطنًا وأن يُثَبِّتَنَا وإيَّاكم على دينه الحق والمنهج الحق الذي جاء به كتاب الله وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم وسار عليه الصحابة الكرام ومن اتبعهم من الأئمة الأعلام.

 

فرصة ثمينة ألتقي فيها بإخواني في الله تبارك وتعالى نتذاكر فيها ما يُهمُّنا من أمر ديننا خاصة في هذه الأيام أيام غربة الدين وتفشي الفتن. أسأل الله الثبات على ذلك وأن يجعلنا من الثابتين على دينه.

 

· وإن مما أريد أن أنصح به نفسي وإخواني تقوى الله تبارك وتعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً  * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ) [الأحزاب : -70-71]

 

بهذه التقوى الصادقة المخلصة لله وبالاتباع الصادق والطاعة المحضة لله ثم لرسوله صلى الله عليه وسلم يلقى أولئك المتقون المطيعون هذا الوعد العظيم عند الله تبارك وتعالى وهو الفوز العظيم:

( إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا * وَكَأْسًا دِهَاقًا * لّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلا كِذَّابًا )

 

والله سبحانه وتعالى مع المتقين وهو مع المحسنين ومع الصابرين، وأرجو أن تتوفر هذه الصفات في إخواننا الذين حضينا باللقاء بهم وبالحديث إليهم.

 

· كما أوصيهم بالإخلاص لله تبارك وتعالى في كل الأعمال والأقوال وفي طلب العلم الذي نرجو من الله تبارك وتعالى أن يجعلهم في المستقبل وفي القريب العاجل إن شاء الله من العلماء المبرِّزين ومن الدعاة المخلصين، أوصيهم بطلب العلم والإخلاص فيه فإن الله تبارك وتعالى يرفع الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات والله فرق بينهم وبين أهل الجعل فقال سبحانه: ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) [الزمر : 9]

 

وقال تعالى : ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) [فاطر : 28]

 

نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم ممن يخشاه ويتقيه ويراقبه في كل الأحوال وفي كل الأقوال، فالعلم النافع من كتاب الله وسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم يورث خشية الله تبارك وتعالى ومراقبته ولا خير في علم لا يُؤثر مثل هذه الصفة العظيمة فالعلم الذي لا يأثِّر هذا التأثير الطيب في الغالب لا يكون لا إلا وبالاً على صاحبهفنسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يخشاه ويتقيه و ( مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِهْهُ في الدِّينِ ) ، نسأل الله أن يوفقهنا وإياكم في دينه.

 

والرسول عليه الصلاة والسلام تحدَّث عن أصناف الناس اتجاه ما جاء به من العلم والهدى قال عليه الصلاة والسلام: « مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، كَمَثَلِ الْغَيْثِ الْكَثِيرِ، أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ قَبِلَتِ الْمَاءَ فَأَنْبَتَتِ الْكَلأَ وَالْعُشْبَ الْكَثِيرَ وَكَانَ مِنْهَا أَجَادِبُ أَمْسَكَتِ الْمَاءَ فَنَفَعَ اللهُ بِهَا النَّاسَ فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا وَأَصَابَتْ مِنْهَا طَائِفَةً أُخْرَى، إِنَّمَا هِيَ قِيعَانٌ لاَ تُمْسِكُ مَاءً، وَلاَ تَنْبتُ كَلأَ، فَذَلِكَ مَثَلُ مَنْ فَقِهَ فِي دِينِ اللهِ وَنَفَعَهُ مَا بَعَثَنِي اللهُ بِهِ، فَعَلِمَ وَعَلَّمَ وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ بِذَلِكَ رَأْسًا وَلَمْ يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ» فجعل الناس أقسامًا ثلاثة في استقبال هذا الغيث الذي جاء به محمدٌّ صلى الله عليه وسلم وهذا العلم والهدى :

 

¨ فمنهم من هو مثل الأرض الطيِّبة التي قبلت الماء وأنبتت من أنواع الزروع والثمار فاستفاد منها الناس فأكلوا وشربوا وسقوا وزرعوا وهذا مثل العالم الحافظ الفقيه الذي يستنبط من هذه النصوص القرآنية والنبوية يستنبط منها القواعد والأصول والمسائل وينشرها في الناس فيستفيد الناس منه علمًا ويسعدون به في الدنيا والآخرة إن شاء الله لأنهم انتفعوا به وما انتفعوا إلا لأن فيه الخير، أيضًا الناس الذين انتفعوا بهذا العلم يُرجى لهم الخير وأن يلحقوا بهذه النوعية من العلماء.

 

¨والثانية : يمثل لهم العلماء بأهل الحديث الحفاظ ولكنهم لا يرتقون لمرتبة أولئك في الاستنباط واستخراج المسائل والقواعد والأصول لكنهم حفظوا هذا العلم من القرآن والسنة وبلغوه للناس فشربوا منها وسقوا الناس.

 

¨والطائفة الثالثة : التي لم ترفع رأسًا بهذا الهدى والعلم الذي جاء به وهذا يَصْدُق على الكفار وعلى كثير من أهل البدع والضَّلال لم يرفعوا رأسًا بالنصوص النبوية والنصوص القرآنية التي تغرس الإيمان في القلوب الإيمان بالله وبصفاته والإيمان بالملائكة والإيمان باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره والأعمال الصالحة من الصلاة والصوم والزكاة وما شاكل ذلك كثيرٌ من أهل الأهواء والضلال والجهل لا يستفيدون منها من هذه النصوص التي استفاد منها الصنفان الأولان فعَلِمُوا وعَلَّمُوا ونشروا الخير.

 

وأرجو الله تبارك وتعالى أن نكون نحن وإياكم من الصنف الأول وإن لم يكن ذلك فمن الصنف الثاني الذين ينفع الله بهم ينتفعون وينفعون الناس.

 

ونسأل الله أن يعافينا من حال الطائفة الثالثة.

 

· فعليكم بالعلم أيها الشباب، والعمل به، وتبليغه إلى الناس كما حصل للصنفين الأولين، تعلَّموا بِجِدٍّ شَمِّروا عن ساعد الجِدِّ في تحصيل العلم وتذكَّروا أحوال وسِيَر أسلافكم من أئمَّة الحديث الذين كانوا يحترمون العلم ويحترمون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد القرآن ويَشُدُّون الرِّحال ليتعلَّموا هذا الحديث يرحل الرجل من مشارق الأرض إلى مغاربها ويطوف العالَم الإسلامي ويتتبع العلماء ويأخذ منهم العلم وعلى رأسه حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام والكتب معروفة التي تذكر سِيَر هؤلاء السَّلف الكرام واهتمامهم بسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وشدِّهم الرِّحال لتحصيلها وتَحَمُّلهم للمشاق والجوع والتعب وآثار الأسفار الطويلة، ولهم قصص في ذلك أرجو أن تكون قد مرت عليكم مثل قصة ابن جرير الطبري وابن أبي حاتم وثالث معهما -وقصتهم معروفة عندكم إن شاء الله- وأنهم كانوا يدورون على الحِلَق -حِلَق المشايخ- فلا يجدون وقتًا لصُنْعِ طعامهم وجاءوا أحد الأيام فوجدوا أحد المشايخ قد غاب لمرض نزل به فذهبوا إلى السوق واشتروا سمكة وأرادوا أن يذبحوها ففاجأهم أن وقت الشيخ الآخر قد جاء فتركوا هذه السمكة واستمروا يأخذون عن المشايخ ويدورون على الحلقات ويأخذون من هذا ومن ذاك في النهار يأخذون عن المشايخ وفي الليل يقابلون ولا يجدون فرصة لصناعة طعامهم؛ لأنهم ذاقوا حلاوة العلم فأنساهم أنفسهم قد لا يشعرون بالجوع؛ لأنهم يتلذذون بالعلم فينسيهم آلام الجوع وما شاكل ذلك.

 

ولأبي حاتم قصة في السفر وهي طويلة ربما مرت عليكم وتذكروا بعض الصحابة الذين كان أحدهم يرحل كأبي أيوب رحمه الله ورضي الله عنه رحل إلى مصر من أجل حديث واحد وصل إلى أمير مصر ليوصله إلى الصحابي الذي عنده هذا الحديث الذي ينشره فأبى أن ينزل عنده حتى يسمع هذا الحديث وذهب لذلك الرجل وسمع منه الحديث ثم كرَّ راجعًا لم ينزل حفاظًا على نيته العظيمة التي حملته على أن يقوم بهذه الرحلة الطويلة من أجل هذا الحديث لا يريد أن يخدشها شيء رضوان الله عليه.

 

كذلك رحل جابر إلى الشام إلى عبد الله بن أنيس؛ لأن عنده حديث قد سمعه لكن ربما نسيه أو ربما أراد أن يتذكره وأن يتأكد من حفظه له يشتري أحدهم الراحلة ويرحل هذه المسافات الطويلة من أجل حديث واحد.

 

وإذا كان الله تبارك وتعالى أيها الشباب قد سَخَّر لكم أبا أسامة وجاءكم إلى دياركم فلم يُكَلِّفكم الله شدَّ الرِّحال كما حصل لهؤلاء فاغنموا فرصة وجود هذا الرجل وأقبلوا على حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وعلى القرآن والسُنَّة حفظًا وفهمًا وتَفَقُّهًا وعملاً وتطبيقًا ودعوةً إلى الله تبارك وتعالى : ( لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ ) .

والله يقول : ( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً ) [الأحزاب : 39]

 

فإن شاء الله طلاب العلم والعلماء من ورثة الأنبياء يُبَلِّغون هذه الرسالات إلى الناس طامعين في جزيل ثواب الله تبارك وتعالى لا يهابون ولا يخافون في تبليغ هذا الخير وهذا الحق ولا يخافون لومة لائم، فاطلبوا العلم وبَلِّغُوه وانشروه واعرفوا قيمته وإذا مَكَّنَكم الله تبارك وتعالى فقد تحتاجون إلى التأليف فينفعكم الله بتأليف هذه الكتب لأنه إذا مات ابن آدم كما قال رسول الله : " إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاثٍ : صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ".

 

فعمل الإنسان ينقطع وتبقى هذه الثلاث لمن وَفَّقَهُ الله تبارك وتعالى فأوقف في سبيل الله ونشر العلم وألَّف فيه واستفاد الناس منه وخلَّف ولدًا صالحًا رَبَّاه على دين الله الحق فيدعوا له، ونرجو الله تبارك وتعالى أن يُحَقِّق هذه الصفات فينا وفيكم ونحرص على فعل الخير وعلى تعليم العلم وعلى توريثه بالمؤلفات وبغيرها من الوسائل التي تُثَبِّت العلم ويستفيد منه الناس فيزرعون منه ويسقون ويروون وأنتم في زمن قَلَّ فيه العلماء، وَضَعُوا نَصْبَ أَعْيُنِكُم قول الرسول عليه الصلاة والسلام : " إِنَّ الله لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ وَلكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا، اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً، فَسُئِلُوا، فَأَفْتَوْا بغَيْرِ عِلْمٍ، فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا "

 

ولعل هذا الداء الآن قبض العلماء وخلافة الجهلاء عنهم، واتخاذ رؤوسًا منهم قد يوجد في كثير من البلدان -مع الأسف الشديد-، فكم من رأس جاهل الآن يترأس يدعوا الناس إلى البدع والضلالات وهؤلاء يحتاجون إلى من يتصدَّى لشرهم فيَذُبُّ عن دين الله تبارك وتعالى ويحمي المسلمين بقدر ما يستطيع من شر هؤلاء ومن جهلهم وجهالاتهم وضلالاتهم.

 

على كل حال نرجو الله تبارك وتعالى أن يجعلنا وإياكم من الدعاة إلى الله المخلصين له في الأقوال والأعمال.

 

إنَّ ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

-     الأسئلة :

 

- السؤال : بعض من تُكُلِّم فيه كانت له كتب يعني بعض الناس يسأل هل يُنْتَفَعُ بها كتبه من قبل أن يتكلموا فيه ومن قبل أن يظهر انحرافه عن المنهج السلفي هل يُنْتَفَعُ بكتبه القديمة أم لا ؟

- الجواب :                         بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:

 

فإجابة هذا السؤال أقول :

 

إنْ كان هذا الذي ذكرتم له كتب على منهج السلف الصالح عقيدةً ودعوةً ومنهجًا وليس فيها شوائب ثم انحرف فننظر إلى انحرافه إن كان زلة من زلات بعض العلماء أو من زلات العلماء الذين يرجى لهم التوبة والرجوع عن الباطل فهذا تُغتَفَر زلَّتُه ويرجى له الخير ويتأنَّى به وإن كان انتشر شره واستفحل وعاند واستكبر وأبى أن يعود إلى الصواب فهذا من عقوباته ألا يُقبَل منه الحق كما قال بعض السلف: من عقوبة أهل البدع أن لا يُقبَل منهم الصدق .

 

ونحن في غنًى عن هؤلاء بكتاب الله وبسُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالتراث الواسع العظيم الذي خَلَّفَه أسلافُنا في كل المجالات في العقيدة والمنهج والأخلاق والحلال والحرام وما شاكل ذلك.

 

الناس يتسرَّعون ويتهافتون إلى الجديد وقد يكون هذا الجديد قد ينطوي على البلايا والمنايا.

 

فعليكم أولا في الدرجة الأولى بكتاب الله وسُنَّة رسوله عليه الصلاة والسلام فيهما الهدى وفيهما النور وفيهم الكفاية والغنى ثم بآثار السلف التي تدور حول هذين المحورين حول كتاب الله وسنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبيت الناس على مضامين كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم في العقائد والمناهج وهي كثيرة وكثيرة جدًّا، فعليكم أن تستقوا العلوم منها ولله الحمد؛ لأنه يُخشَى على الطالب أن يُغتَال من قبل هؤلاء الذين تظاهروا بالمنهج السلفي ثم أظهر الله حقيقتهم وكشف نواياهم هذا حصل في هذا العصر كثير من هذا كان ناس ظاهرهم على المنهج السلفي ثم جاءت الليالي والأيام والأحداث فإذا بهم ينكشفون لا ندري -الله أعلم- هل أنهم كانوا على حق وقناعة بالمنهج السلفي أو كانوا متسترين فالله أعلم بحقيقة حالهم هؤلاء أرى أن يُستغنَى عنهم ولا يُؤسف عليهم وعلى ما قدَّموا وعندنا ما يغني ويكفي ولله الحمد والله سبحانه وتعالى أسأله أن يثبتنا وإياكم على الحق وأن يجنبنا وإياكم الفتن ما ظهر منها وما بطن إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

كانت هذه المكالمة مع

الوالد العلامة أبي محمد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه

من بيته العامر بالعوالي بمكة المكرمة -حرسها الله وسائر بلاد المسلمين-

إلى مدرسة أهل الحديث بمدينة غرداية الجزائرية

وذلك في ليلة الخميس 25 ربيع الأوَّل لعام 1431

من هجرة المصطفى صلى الله عليه وآله سلم.

 

*****************

Partager cet article
Repost0
16 mars 2010 2 16 /03 /mars /2010 18:25

لزوم التزام المسلم

 

بأحكام

 

الشريعة الإسلامية

 

لفضيلة الشيخ:

 

 عبد المحسن بن حمد العباد البدر

 

(حفظه الله تعالى)


 

الحمد لله الذي ارتضى الإسلام ديناً لهذه الأمة فأكمله لها وأتم عليها به النعمة وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, المبعوث رحمة للعالمين صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:

 

فموضوع حديثي: لزوم التزام المسلم بأحكام الشريعة الإسلامية, وسيدور الكلام فيه باختصار حول النقاط التالية:

 

1 من هو المسلم؟

2 الشريعة الإسلامية وما بنيت عليه.

3 كمال الشريعة الإسلامية وشمولها وخلودها.

4- إلتزام المسلم بأحكام الشريعة الإسلامية لازم لا بد منه.

5 النتائج الطيبة للالتزام بالشريعة الإسلامية والآثار السيئة في التخلي عن ذلك ..

 

من هو المسلم؟

المسلم اسم فاعل من أسلم بمعنى: أذعن وانقاد لربه وخالقه سبحانه وتعالى, والإسلام بهذا المعنى شامل خضوع جميع المخلوقات له سبحانه كما يندرج تحته رسالات رسل الله صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين, يقول الله تعالى: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ﴾ [آل عمران:83]. ويقول سبحانه: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ, إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ, وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ, أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ [البقرة: 133]، ويقول سبحانه: ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ [آل عمران: 67].

ويقول سبحانه عن نبيه يوسف عليه الصلاة والسلام: ﴿رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ [يوسف: 101].

 

فجميع شرائع الله كلها تلتقي في إخلاص العبادة لله والخضوع له والاستسلام لشرعه والالتزام بأمره ونهيه، وإن تنوعت الشرائع وتعددت المناهج كما ورد في الحديث: «نحن معشر الأنبياء أولاد علات، ديننا واحد».

وبعد بِعْثَةِ رسوله الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم أصبح الإسلام عَلَماً على شريعِته وعنواناً لأهل ملته ولا يسع أحداً من الجن والإنس الخروج عن دين الإسلام الذي بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم.

يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ. وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ. فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ للهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ. وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ [آل عمران:20]، ويقول سبحانه: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]، ويقول سبحانه:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهََ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102]، ويقول سبحانه: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ. وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ﴾ [الأنعام:125]، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الإسلام في حديث جبريل المشهور بقوله: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً». وأخبر صلى الله عليه وسلم في حديث آخر أنّ الإسلام بني على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله و إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان، وفسر صلى الله عليه وسلم الإيمان في حديث جبريل بقوله: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره»، والإسلام والإيمان لفظان إذا جمع بينهما في الذكر عني بالإسلام الأعمال الظاهرة وبالإيمان الأعمال الباطنة، كما في حديث جبريل هذا فإذا ذكر كل واحد منهما منفرداً عن الآخر عنى به الأعمال الظاهرة و الباطنة معاً.

إذاً فالإسلام عقيدة وعمل، دين ودولة، منهج حياة في جميع المجالات، وقد عرف الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الإسلام بأنه الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك.

فالمسلم حقاً هو الذي وفق للدخول في الإسلام أو النشأة عليه والتزم له قولاً وعملاً واعتقاداً حتى أتاه اليقين.

 

الشريعة الإسلامية وما بنيت عليه:

الشريعة الإسلامية هي الوحي الذي أوحاه الله إلى نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ليخرج به الناس من الظلمات إلى النور وهي كتاب الله الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المفسرة للقرآن والمبينة له والدالة عليه، والكتاب والسنة متلازمان تلازم شهادة لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله. وقد بُنِيَتْ الشريعة الإسلامية على أصلين عظيمين وقاعدتين أساسيتين:

 إحداهما: أن لا يعبد إلا الله وحده لا شريك له ولا يعبد معه غيره كائناً من كان لا ملك مقرب ولا نبي مرسل فضلاً عمن عداهما كما قال الله تعالى: ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ للهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللهِ أَحَداً﴾ [الجـن: 18], وقال: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الأنعام: 163].

الثانية: أن لا يعبد الله إلا بما شرع الله في كتابه أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾(الحشر: 7) وقال: ﴿قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾ (الكهف: 110), قال ابن كثير رحمه الله عند تفسير هذه الآية: ﴿فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً﴾ أي ما كان موافق لشرع الله ﴿وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً﴾ وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له, وهذان ركنا العمل المتقبل لا بد أن يكون خالصاً لله صواباً على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته عن عائشة رضي الله عنها: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد»، وفي لفظ مسلم: «من عمل ليس عليه أمرنا فهو رد»، أي مردود على صاحبه إذ فلا بد في العمل المقبول أن يكون خالصاً لله وعلى وفق ما جاء به رسوله صلى الله عليه وسلم.

 

كمال الشريعة الإسلامية وشمولها وخلودها:

لقد جمع الله للشريعة الإسلامية التي بعث بها رسوله وخليله محمدا صلى الله عليه وسلم هذه الصفات, صفة الكمال, وصفة الشمول, وصفة الخلود والبقاء.

أما صفة الكمال الخالية من أي نقص ومن الحاجة إلى أي زيادة فقد أثبتها سبحانه لشريعة الإسلام بقوله سبحانه: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾ (المائدة: 3).

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية: "هذه من أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل تعالى لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء وبعثه إلى الإنس والجن فلا حلال إلا ما أحله ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه, وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق لا كذب فيه ولا خلف كما قال تعالى: ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً﴾ (الأنعام: 115) أي صدقاً في الأخبار وعدلا في الأوامر والنواهي, فلما أكمل لهم الدين تمت عليهم النعمة ولهذا قال: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً﴾، أي فارضوه أنتم لأنفسكم فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه وبعث به أفضل الرسل الكرام وأنزل به أشرف كتبه.

وأما صفة الشمول والخلود فإنه ما من شيء يقرب إلى الله إلا دلّ الرسول صلى الله عليه وسلم أمته عليه, وما من شر إلا حذّرها منه، وقد أخرج مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه قيل له: "قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة قال: فقال: "أجل لقد نهانا أن نستقبل القبلة بغائط أو بول أو أن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أو عظم"، وهي صالحة لكل زمان ومكان وعامة للجن والإنس ليست لقوم دون قوم كما قال صلى الله عليه وسلم في بيان خصائصه: «وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة», وقال صلى الله عليه وسلم : «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار» رواه الإمام مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: «لو كان موسى حياً ما وسعه إلا اتباعي» قال ذلك لما رأى مع أحد أصحابه أوراقاً من التوراة ينظر فيها. وإذا نزل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان من السماء فإنه يحكم بشريعة الإسلام التي خاتمة الشرائع.

وقد قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير سورة (هود): "ثم قال متوعداً لمن كذب بالقرآن أو بشيء منه ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ﴾ (هود: 17) أي ومن كفر بالقرآن من سائر أهل الأرض مشركهم وكافرهم وأهل الكتاب وغيرهم من سائر طوائف بني آدم على اختلاف ألوانهم وأشكالهم وأجناسهم ممن بلغه القرآن كما قال تعالى: ﴿لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ﴾ (الأنعام: 19)، وقال تعالى: ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً﴾ (الأعراف: 158), وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ﴾، وفي صحيح مسلم من حديث شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار»، وقال أيوب السختياني عن سعيد بن جبير قال: "كنت لأسمع بحديث النبي صلى الله عليه وسلم على وجهه إلا وجدت مصادقه أو قال تصديقه في القرآن، فبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني فلا يؤمن بي إلا دخل النار» فجعلت أقول: أين مصداقه في كتاب الله؟ قال: وكلما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وجدت له تصديقاً في القرآن حتى وجدت هذه الآية:﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ﴾. قال: "من الملل كلها"..

 

التزام المسلم بأحكام الشريعة الإسلامية لازم لا بد منه:

وهذه الشريعة الكاملة الشاملة الخالدة التزام المسلم بأحكامها لازم لا بد منه ولا خيار للمسلم فيه، وحاجة المسلم إلى السير طبقاً لتعاليم الشريعة الإسلامية فوق كل حاجة وضرورته إلى ذلك فوق كل ضرورة ليفوز برضا الله عز وجل وينجو من سخطه وأليم عقابه يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهُ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً﴾ [الأحزاب: 36]. ويقول سبحانه: ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ الله شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [الحشر: 7]، ويقول سبحانه: ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].  ويقول سبحانه: ﴿اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ ﴾[الأعراف: 3]، ويقول سبحانه: ﴿فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ [هود: 121]، ويقول سبحانه: ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [الزخرف:43]، ويقول سبحانه: ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام :153]، ويقول سبحانه: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ. قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 32]، وقول سبحانه: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [النور: 52], ويقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾ [النساء: 59]، ويقول سبحانه: ﴿فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [النساء: 65].

 

ويقول سبحانه: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾، ويقول: ﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهَ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ [المائدة: 45]، ويقول سبحانه: ﴿وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإنْجِيلِ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ, وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهُ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ, وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ. أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ [المائدة: 50]، ويقول سبحانه: ﴿أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ, وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [الأنعام: 115].

النتائج الطيبة للالتزام بالشريعة الإسلامية

 والآثار السيّئة في التخلّي عن ذلك:

إنّ التزام المسلمين بأحكام شرعهم الحنيف ودينهم القويم هو أساس فلاحهم وعنوان سعادتهم وسبب عزهم ونصرهم على أعدائهم, وهو مصدر أمنهم واستقرارهم. ومتى كانت حالهم بعكس ذلك حصل لهم الخسران والهلاك والذل والهوان. وقد أقسم الله بالعصر على خسارة كل إنسان إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، وكتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مليئان بالنصوص التي توضح هذه الحقيقة, وما سجله التاريخ من حصول العزة لمن أطاعه والذلة لمن عصاه يصدق ذلك, والواقع المشاهد المعاين أصدق برهان.

قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [آل عمران: 101], وقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7], وقال تعالى: ﴿وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ, الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ [الحج: 41], وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ, تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ, يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ (الصف: 12),  وقال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الأنفال: 29], وقال سبحانه: ﴿وَعَدَ االلهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ, وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [النور: 56].

هكذا قال الله في حق من أطاعه واتقاه والتزم شرعه وهداه, ولنستمع لما قاله في حق من زهد بالحق واستبدل الأدنى بالذي هو خير, فأعرض عن ذكر الله, يقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى, قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً, قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى, وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآياتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى﴾ [طـه: 127]، ويقول سبحانه: ﴿وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ, وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ [الزخرف:37].

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى»، قيل: يا رسول الله ومن يأبى؟ فقال: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى».

وقد حوى التاريخ في طياته أخبار انتصار المسلمين الصادقين على أعدائهم وتغلبهم عليهم ليس لكثرة عددهم وعددهم وإنما هو بسبب قوة إيمانهم وتمسكهم بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم مع الأخذ بالأسباب التي أمرهم الله بها بقوله: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾ [الأنفال: 60], فظفروا بنصر الله لأنهم نصروه وجاهدوا في سبيله لتكون كلمته هي العليا، وكلمة أعدائه السفلى، فكان لهم ما أرادوا نصراً في الدنيا وسعادة في الآخرة, وصدق الله إذ يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمد: 7]، ويقول: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾ [آل عمران:160].

 

وإذا أراد العاقل في هذا العصر الذي نعيش فيه معرفة الشاهد من الواقع على صدق هذه الحقيقة، وهي أن المسلمين ينتصرون بسبب التزامهم شريعة الإسلام التي اختارها الله لهم وينهزمون عند زهدهم فيها وبعدهم عن الأخذ بتعاليمها لم يجد شاهداً أوضح من نتائج الحرب بين العرب واليهود التي تجلت فيها هذه الحقيقة بوضوح ذلك أن العرب الذين أعزهم الله بالإسلام لما لم يلتزموا في هذا العصر - إلا من شاء الله منهم - بشرع الله, ولم يحكموا الوحي الذي نزل به جبريل من الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم, واختاروا لأنفسهم التحاكم إلى قوانين وضعية ما أنزل الله بها من سلطان, لما لم يلتزموا بهذه الشريعة الكاملة الصالحة لكل زمان ومكان ظفروا بالخذلان وصارت لهم الذلة أمام من كتب الله عليهم الذلة, وأي ذل وهوان أشد من هذا الذل والهوان, وسيسجل التاريخ ذلك للذين يأتون من بعد, كما سجل ما جرى من خير وشر للذين مضوا من قبل، ولن يقوم للمسلمين قائمة إلا إذا رجعوا إلى الاعتصام بالله والالتزام بشريعة الله.

 

وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفق المسلمين جميعاً في كل مكان إلى ما فيه عزهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب.

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخليله وخيرته من خلقه نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

 

 

العدد 41،  المقال رقم 12

من مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Partager cet article
Repost0
15 mars 2010 1 15 /03 /mars /2010 13:15

 الأجوبة المكية على
 الأسئلة المنهجية الليبية 

 

لفضيلة الشيخ أحمد بن عمر بن سالم بازمول
حفظه الله تعالى  

بسم الله الرحمن الرحيم

إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًاá.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.

ألا وإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار .

أما بعد :

فهذه مجموعة من الأسئلة المنهجية، قام بطرحها عليَّ أخونا أبو ذر بن علي الليبي عندما تشرفت بزيارته لي في منزلي بمكة الثلاثاء بتاريخ 2/جمادى الآخرة /1430هـ ، فأجبته عليها بما يسره الله لي، فقام بتسجيلها ثم تفريغها وأراد أن ينشرها؛ لتعم بها الفائدة؛ فجزاه الله خيراً على هذا العمل الذي اسأل الله أن يكتب لي وله وللمسلمين فيه الأجر والثواب ويرزقنا جميعاً الإخلاص في القول والعمل، ومتابعة سنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وهدي السلف الصالح رضوان الله عليهم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

كتبه

أحمد بن عمر بن سالم بازمول

 

 


السؤال الأول:

هل يشترط نصح المخالف قبل التحذير منه, لأن بعض الناس إذا حذرته من شخص بغض النظر عن نوع التحذير يقول لك هل نصحته , و فلان هذا ينشر أفكار سيئة قد تجعلك تستعجل بالتحذير ؟

 الشيخ :

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .

أما بعد فإن الشخص إذا أخطأ ولم ينتشر الخطأ فإنه مما يستحسن أن ينصح في السر ويوجه للخير لعله يتوب ويرجع بنفسه, فإن نصح في السر ولم يرجع عن خطئه فلينكر عليه علانية ويبين خطأه ومخالفته للحق , أما إذا كان خطؤه قد انتشر بين الناس فإنه يرد علانية وإن أمكنه أن يناصحه سراً فله ذلك

أما القول بأنه يجب أن يناصحه سراً قبل أن يناصحه علانية فهذا القول خلاف منهج السلف فإننا لو نظرنا إلى منهج السلف حين يبلغهم خطأ من أخطأ فإنهم مباشرة ينكرون الخطأ ويردونه ولا يقولون ننتظر حتى ننصحه سرا  أو يقولوا هل نصحتموه قبل أن تسألوا لم يرد عن السلف مثل هذا إنما الوارد عنهم جزاهم الله خيرا وفعلهم الحق أنهم ينكرون الخطأ مباشرة والله أعلم .


السؤال الثاني :

هل هناك مدة معينة يصبر فيها على المخالف أم الأمر حسب المصلحة فأحيانا يُصبر  و أحيانا لا و أحيانا يطيل الصبر و أحيانا يقلل ؟

الشيخ :

بسم الله

الأصل أن المخالف للحق إذا عاند؛ فعلى منهج السلف أنه يحذر منه وقد يصل إلى التبديع على حسب مخالفته ولكن هذا أيضا يرجع إلى العالم الناصح ويرجع إلى نظره في كونه يأمل أن يرجع هذا المخالف خاصة إذا لا زالت بعض الشبهات أو بعض التأويلات الفاسدة التي وقع فيها ولم يتبين له الحق فإنه قد ينتظر عليه مدة من الزمان حسب ما يرى من المناصحة تطول أو تقصر على حسب القرائن , وهذه كما هو ظاهر مرجعها إلى العلماء الذين ينظرون إلى قضية المنصوح وإلى قضية المجتمع المسلم ومدى ارتباط الأمرين معا, فقد يصبر العلماء على بعض المنصوحين أملاً في عدم التفرقة وأملاً في عدم إحداث البلبلة خاصة إذا كان المنصوح يظهر التراجع ويظهر حب الخير ويظهر أنه يريد الحق , فهنا قد يصبر العلماء مدة, إلى أن يصل المنصوح إلى درجة تظهر فيها معاندته ومخالفته للحق فإنهم يحذرون منه وقد يبدعونه إذا أصر على موقفه .

 

السؤال الثالث :

هل العناد قادح يسقط الشخص حتى إذا كان الأمر ليس له علاقة بالعقيدة والأصول إذا تبين العناد بالقرائن ؟

 

الشيخ :

السلف رضوان الله عليهم ما كانوا يفرقون في مسائل العلم بين قضية عقدية وبين قضية فقهية فرعية إذا ظهر من المخالف العناد والإصرار على الباطل, ولا أدل على هذا من قوله عز وجل  -( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )- [النور/63] فمجرد مخالفة أمر من أوامر النبي  صلى الله عليه وسلم  قد تؤدي بالإنسان إلى أن يصاب بالفتنة في دينه  -( أو يصيبهم عذاب أليم )- [النور/63] قال الإمام أحمد ( هل تدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك ) يعني لا يزال ينحرف عن الحق إلى أن يخشى عليه أن ينحرف عن الإسلام فالمعاند إذا ظهرت منه المخالفة والإصرار على مخالفة للحق؛ فإنه يقدح فيه ويطعن فيه وقد يهجر, وهذا ما تبث عن جماعة من السلف لما كهجر عبد الله بن المغفل رضي الله عنه ابنه في قضية الرمي بالحصى خذفا وغيره من الصحابة رضوان الله عليهم , هجروا أبنائهم لمجرد مخالفة الحديث لا لمعاندة فقط مجرد مخالفة هجروهم ولم يكلموهم نصرة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم  فما بالنا بإنسان يعاند الحق ويظهر المعاندة و يصر عليها لا شك أن مثل هذا يحذر منه ولو لم تكن في مسائل العقيدة؛ لأن النظرة إلى موقفه من مسائل الدين وكيفية تعامله معها.


السؤال الرابع :

بعض الناس يكثر من نصح شخص ويستمر معه لفترات طويلة ويكرر التردد عليه وكأن الله خصصه لهذا الشخص فقط فهل هذا من عمل السلف , وبعض هؤلاء نجدهم يتأثرون بهذا الشخص ؟

 

الشيخ : يتأثرون بالناصح ؟

السائل : بالمنصوح

الشيخ : نعم , النصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم ببيان الحق لهم وتحذيرهم من الشر فالإنسان إذا نصح شخصا ورجا خيره ورجا رجوعه للحق فلا مانع من الاستمرار في النصيحة لكن إن ظهرت علامات تدل على عدم رغبة المنصوح في النصيحة أو ظهرت علامات على إصراره على معاندة الحق فمثل هذا لا ينبغي الإصرار أو الاستمرار في النصيحة حتى لا يغتر الناس بالمنصوح ويظنون أنه على خير بل إذا شعر الناصح أن المنصوح يصر على باطله أو أنه يتلاعب ويراوغ عن قبول الحق وأن الناس قد يظنون بالمنصوح خيرا يجب عليه و الحالة هذه أن يحذر الناس منه حتى لا يقعوا في حبائله , وأيضا ليراجع كل واحد منا قصده وإخلاصه في هذه النصيحة هل هي خالصة لله ونصر لدين الله عز وجل أم هي لمصالح شخصية أو لمآرب نفسية أو لأجل فلان وعلان من الناس له مكانة في القلب ؟ إن كانت النصيحة لله فإذا بذلها ولم يجد عند المنصوح لها قبولا فإنه يهجره أو يحذر منه أو يبين حاله للناس ولا يسكت عن باطله , أما إذا كانت النصيحة لمآرب أخرى فلا شك أن الإنسان يقع في مخالفات النصيحة نفسها والله أعلم.


السؤال الخامس :

إذا كان الشخص لا يدعي السلفية ولا يزكي نفسه بالانتساب لمنهج السلف وهو يلقي دروس ومحاضرات وفتاوى فهل مثل هؤلاء نحتاج إلى أن نبين أخطاءهم أم نكتفي بالتحذير منهم بعدم انتسابهم لمنهج السلف لأن بعضهم إذا حذرته من أمثال عمرو خالد وعمر عبدالكافي وهؤلاء يقول أريد كلام العلماء فيهم , فنحن أحيانا نجيبهم بأن العلماء لا يتفرغون لكل من هب ودب ولكن يكفي أنهم لا يزكون أنفسهم بالانتساب لمنهج السلف , فهل هذا صحيح ؟

 

الشيخ :

بسم الله

الشخص الذي لا ينتسب للسلفية أو لا يظهر الانتساب للسلفية لا يخلو من أمرين

إما أن يكون منهجه أقواله و أفعاله مبنية على منهج السلف وعلى فهم القرآن و السنة على منهج السلف وعلى أفعالهم فهذا منهجه يحكم عليه بأنه سلفي و إن لم يصرح بالسلفية , لكن إن هو أنكر التسمية بها يبين له ويعلم وينقل له كلام العلماء خاصة كلام الإمام الألباني رحمه الله في تقعيد هذه المسألة والانتساب للسلفية وأيضا ينقل له كلمة شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يحب الانتساب و الاعتزاء بمنهج السلف

 

أما إن كان هذا الشخص لا ينتمي للسلفية و أفعاله أيضا تخالف منهج السلف و ربما لو قيل له هل أنت سلفي ؟ أنكر ذلك و لا يرضى بيان من بين الحق من أهل العلم في بعض الأشخاص كعمرو خالد أو غيره فهذا دليل على أن الرجل عنده مسلك آخر لكنه لا يصرح بمعاداة السلفية إما خوفا أن يطعن فيه و إما مكرا ودهاء لكي يجمع حوله الشباب ليربيهم على منهجه المخالف لمنهج السلف في صورة أنه إنسان داعية إلى الله , فليحذر من مثل هذا الأمر لأن هذه من دسائس الإخوان ومن دسائس أهل البدع , بعض أهل البدع عندهم أسلوب ماكر وهو أنهم يعرفون أنهم لو أظهروا محاربة السلفية أو لو اظهروا ما عندهم من مخالفة لمنهج السلف ؛ لطعن فيهم أهل العلم ولانفضَّ الشباب السلفي من حولهم ولكنهم يظهرون للشباب العلم والموعظة والاهتمام بالدروس العلمية العامة لكي يلتف حولهم الشباب ثم يربونهم على مثل هذا المنهج :

السكوت عن المخالفين

عدم الإنكار على من خالف منهج السلف الصالح

عدم التسمي بمنهج السلف الصالح

عدم !عدم ! عدم ! إلى أن يصبح السلفي عدما أو يصبح مخالفا لمنهج السلف مع أنه كان يطلب منهج السلف !

فأقول إذا كان هذا الشخص من الصنف الثاني فمثل هذا لا كرامة له ولا قيمة له بل يحذر منه ويبين خطؤه للناس ويبين أنه على حال  قد يكون أخطر من غيره ممن يصرح, فمن صرح بمخالفته لمنهج السلف و إن كان خطيرا إلا أن الشباب يحذرونه , أما من لم يصرح فإن الشباب قد يفتتنون به ويلتفون حوله ثم يتأثرون به والله اعلم .

 

السؤال السادس :

هل يكون الهجر أحيانا للشخص حال ارتكابه المعصية فقط وليس دائما ؟

 

الشيخ :

إذا كان الهجر أو الإنكار بالقلب قد يكون بعد الإنكار بِاللِّسَان ثم لم يستجب فإنه ينكر بقلبه فإنه إذا كان العاصي لازال على المنكر فإنه يجب على المنكِر أن يهجره وقت المعصية أما بعد فراغه من المعصية فله أن يخالطه و يناصحه ويستمر في نصيحته إذا شعر و أحس أنه إذا نُوصِح استفاد من هذه النصيحة , وإن كان الناصح يشعر أن المنصوح إذا هجر منه ولم يكلمه استفاد من هذا الأمر وشعر بذنبه فإنه يهجره حتى بعد المعصية إذا كان صاحب المعصية معاندا مصرا على معصيته فإنه له أن يهجره بعد المعصية إذا كان يتأثر بهذه النصيحة , وهذا عند العلماء يسمى هجر التأديب .

ولاحظوا أننا نتكلم على قضية هجر أصحاب المعاصي وهذا غير هجر أصحاب البدع

فإن كان صاحب المعصية معاندا مصرا على معصيته والناصح لا يؤثر عليه لا في الهجر ولا في عدمه وكان الناصح يخشى على نفسه من مخالطة هذا العاصي فله أن يهجره هجر وقاية يقي نفسه من شر ذلك الرجل ومعصيته فيبتعد عنه وإن استمر في نصيحته رجاء استجابته فلا مانع من ذلك .

 

السؤال السابع :

هذا السؤال عن مشكلة حدثت بين الشباب وإن كان كثيراً من الشباب من الطرفين طيبون ويريدون أن يعرفوا الحق فنحتاج لبيان الحق فيها ليظهر وترجع الألفة بين الشباب

وهو عن شخص خطيب جمعة وهو جاهل ويخلط الأمور وطعن في بعض العلماء فبعض الشباب كانوا يحذرون منه ويقولون هذا جاهل ويطعن في العلماء , فانبرى لهم بعض الشباب واخذوا يقولون هذا عامي فيه خير يعني ليس طالب علم حتى نبدعه أو نحذر منه وما ينبغي التحذير منه ووصفوا الشباب الذين يحذرون منه بأنهم متشددون, مما تسبب في تفرق الشباب فصار همّ هؤلاء الدفاع عن هذا الخطيب و كأنه صحابي من يتكلم فيه يسقط ويكون متشدد مع أنه أحسن ما يقال فيه أنه جاهل ! ؟


الشيخ :

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا السؤال عجيب وغريب ويدل على مدى الضعف العلمي عند هؤلاء الشباب

أولا : السؤال -كما يقال- فيه الجواب , فإذا كنا نتفق جميعا أن هذا الخطيب جاهل , فمثله لا يؤخذ منه العلم ومثله لا يرجع إليه إنما يتكلم في المواعظ التي يحسنها فقط وفي بعض الأحكام التي تعلمها فقط , فإذا كان مع جهله يطعن في العلماء فلا شك أنه أضاف إلى جهله جهلا آخر مركبا بل شراً أن يطعن في العلماء فإن من علامات أهل البدع الطعن في العلماء , فمثل هذا الرجل إذا طعن في العلماء ونُبه إلى ذلك وأصر فإنه يهجر بل على طريقة السلف قد يبدع ولا يجلس إليه ولا يسمع لقوله فضلاً على أن يختلف الشباب السلفي فيه.

هذا خطأ ولا شك فمثل هذا الرجل يجب أن تتحد كلمتكم على أنه غير صالح للدعوة بل وأنه على شر خطير لأنه إذا طعن في العلماء فالطعن في العلماء الذين هم ورثة الأنبياء لا شك أنه يدل دلالة واضحة على انحراف خطير عند هذا الرجل , هذه القضية الثانية

القضية الثالثة أن الشباب السلفي حينما يقولون هذا عامي فيه خير !

نقول لهم : إذا كان الإنسان عنده علم وطعن في العلماء فإننا نحذر منه فمن باب أولى إذا كان جاهلاً وطعن في العلماء أن يحذر منه بعد نصيحته .

القضية الأخيرة التي أريد أن أنبه عليها هي أننا نجد الشباب السلفي - للأسف الشديد - لا يرجع للعلماء ويأخذ بقولهم إنما تجد الواحد منهم إذا انتسب إلى السلفية أعمل فكره واجتهاده واجتهد ورأى أن هذا يصلح أو أن هذا لا يصلح !

مثل هذه القضية : نقول له : هل هذا الكلام الذي أنت تقوله فلان خطيب عامي فيه خير هل هذا تقوله عن علم ودراية أم مجرد اجتهاد من تلقاء نفسك ؟

إن كان عن علم ودراية فأظهر لنا الدليل ولا دليل !

وإن كان اجتهادا من تلقاء نفسك فإنه يجب أن تعلم أنك قد أخطأت فإن الواجب في مثل هذه الحال أن ترجع إلى العلماء وتسألهم وتقول لهم خطيب جاهل يطعن في العلماء ما الموقف منه ؟

فلا شك أن كلمة العلماء تقول لك يجب أن تحذره وتحذر منه بعد أن تنصحه إن أمكنك فإن لم تمكنك نصيحته فحذر منه ولا كرامة لمثل هذا الرجل .

فأقول خلاصة للكلام أنه يجب على الشباب السلفي أن يتقي الله عز وجل في المنهج وأن لا يُعمل رأيه وفكره وآراءه وعقله في مسائل المنهج, يحسن هذا ويستقبح هذا, كما رأينا فيما سبق من سؤال أن بعضهم يقول يجب أن تنصحه قبل أن تنكر عليه علانية !! من قال لك هذا؟! ما الدليل على هذا ؟! هل قال بهذا السلف ؟ هل قال بهذا العلماء ؟

فلذلك يجب أن نتقي الله عز وجل في منهج السلف الصالح وفي مسائل العلم .


السائل :

على فرض يا شيخ أن هؤلاء الشباب بالغوا قليلا , هل هذا يجعلنا نختلف في شخص عامي ونتفرق من أجله ؟

الشيخ :

نقول إذا تبث أن بعض الشباب السلفي قد تشدد في الإنكار على هذا الخطيب العامي الذي طعن في العلماء فنقول للطرف الآخر الذين أنكر على هؤلاء الشباب السلفي نقول لهم أنتم ترفقتم مع هذا الجاهل الذي يطعن في العلماء فلماذا لا تترفقون مع إخوانكم السلفيين الذين ربما قد اشتد قولهم وحكمهم على الرجل ؟! ترفقوا بهم وانصحوهم ودلوهم على الخير, فهؤلاء الشباب السلفي بالترفق أولى من ذاك الخطيب الجاهل العامي الطاعن في العلماء.

 

السؤال الثامن :

بما تنصحون الشباب الذين يتأثرون بالدعايات ولا يعتمدون في اعتقاداتهم ومواقفهم على الكتاب والسنة ومنهج السلف فتجد مواقفهم إما ردود أفعال و إما دعايات غير منضبطة بالعلم , فمثلا عندنا أشخاص هربوا من الحدادية فوقعوا في التمييع وآخرون هربوا من التمييع فوقعوا في الحدادية وآخرون يرددون الحكمة و الرفق ولا يضعونها في مواضعها ويتضح من تصرفاتهم أنهم لا يحبون الشدة و الهجر وهذه السنن السلفية حتى لو وضعت في مكانها مع الرفق واللين والسماحة اللذين هما الأصل .

الشيخ :

الشباب السلفي عليه عدة أمور :

1-             الأمر الأول : أن تسأل الله عز وجل أن يثبتك على الحق وأن يدلك عليه وأن يوفقك إليه فلا تظن أيها الشاب السلفي أنك بمجرد انتمائك للسلفية أنك على الحق فهناك شياطين من الإنس وشياطين من الجن وهناك دعاة على أبواب جهنم يدعونك لتكون معهم ويظهرون لك أنهم هم السلفيون ويظهرون لك أن الحق معهم فلا تغتر بنفسك وأنك سلفي ثم تمشي على رأيك لا , سلِ الله عز وجل أن يثبتك على الحق وأن يدلك على الحق وأن يوفقك إليه .

2-             الأمر الثاني : أن يعتصم بالكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح ويعتقد أن الحق فيهم ولا يخرج عن منهج السلف الصالح أبداً .

3-             الأمر الثالث : على الشاب السلفي أن يلتف ويرجع إلى العلماء الكبار السلفيين المعروفين بسلفيتهم ومنهجهم الصحيح ومنهجهم الناصح الأمين يلتف حول هؤلاء العلماء ويرجع إليهم ويسألهم في القضايا والنوازل والأمور التي تحل به خاصة إذا أشكلت عليه ووقع فيها الخلاف.

4-              الأمر الرابع : لا يجوز للشاب السلفي أن يعمل فكره واجتهاده في مثل هذه القضايا التي يقع فيها الاختلاف؛ لأنه إذا لم يكن عنده علم يحصن به نفسه فإن عقله وفكره لا يقوده إلى الحق إلا أن يشاء الله فإذاً النصيحة الثالثة إذا اشتبكت الأمور لا تجتهد رأيك بل ارجع للحق للكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وارجع لمن يبينها لك وهم العلماء ورثة الأنبياء .

5-              الأمر الخامس : إياك إياك والدعايات الفارغة وإياك إياك من أولئك الذين يطعنون في العلماء السلفيين ويقولون الحق معنا الحق معنا فلا تغتر بأمثال هؤلاء فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية فلا تفارق الجماعة الحق ولا تستوحش وإن قل السالكون إياك أن تنخدع ببعض الشعارات البراقة وبعض العبارات الرنانة وبعض الكلمات الطنانة فتنجر إما إلى تمييع للحق أو تنجر إلى غلو في الباطل فاحذر من هذين المزلقين المنحرفين عن منهج السلف الصالح.

6-              الأمر السادس : إذا حصلت الفتن والاختلافات بين الشباب إياك إياك أيها الشاب السلفي أن تنخرط في الكلام والمجادلة والمخاصمة في هذه المجادلات, بل قف وانتظر رأي العلماء الكبار, قف واسأل ما قول العلماء الكبار , قف واسأل الله عز وجل أن ينجيك من الفتن , لأننا نرى كثيراً من الشباب حينما تحصل مشكلة ينخرط ويدافع عن جهة معينة ويصر ويعاند ويسب ويتشدد ويغلو ووو إلخ ! إلى أن ينزلق في هاوية الحزبية أو هاوية الضلال أو الانحراف عن منهج السلف ولو جئت فسألته ماذا تريد ؟ هل تريد الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم  وتريد الحق أم تريد مجرد الهوى ونصرة فلان وعلان ؟ ! فإن أردت الحق فالحق معروف في الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح والذي يسير عليه العلماء الكبار, فكن معهم ولا تتقدم عليهم , و إن أردت فلان وعلان فإنك ستوكل إليهم وتوكل إلى نفسك فاحذر من هذا المسلك وهو مسلك خطير وهو من الأسباب الخطيرة التي تؤدي بالشباب السلفي إلى الانحراف , إذا وقعت مشكلة مباشرة لا ينتظر رأي العلماء الكبار ! ولا يرجع إليهم يسألهم ! ولا يتمهل ! فقد تقع مشكلة وفتنة نجد أن العلماء الكبار يصبرون وينظرون ويأتيك هذا الحَدَث ويتكلم وكأنه ابن تيمية زمانه ! يضلل هذا ويبدع هذا ويصوب هذا ويرجح هذا ! ولا شك أن هذا خطأ فإن من سنن السلف ومن آدابهم أن الشاب الحدث إذا كان في حضرة العلماء وفي بلادهم أو بوجودهم أن لا يتقدم عليهم إنما ينتظر رأيهم  وقولهم  يكن معهم فإن الحق إن شاء الله لا يعدوهم بإذن الله عز وجل .

هذه بعض النصائح وبعض التوجيهات التي أرجو إن شاء الله عز وجل إن استقام عليها الشباب السلفي فإنه بإذن الله ينجو من كثير من الفتن و المهالك والله أعلم.

 

السؤال التاسع :

هل قاعدة الحاجات تقوم مقام الضرورات صحيحة ؟ وما ضابط الحاجة ؟

الشيخ :

العلماء قسموا ما يحتاجه الإنسان إلى ثلاثة أقسام :

1-ضروريات و 2- حاجيات و 3- تحسينيات

الضروريات: هي الأمور التي لا تقوم حياة الإنسان إلا بها و التي إذا فقدها فإنه يتعرض للهلاك

والحاجيات : هي الأمور التي لو فقدها الإنسان أو لم تحصل له فإنه يحصل له نوع من المشقة والتعب والجهد.  

و أما التحسينيات : فهي الأمور التي من باب الكماليات ومن باب الترفيه.

وقد ذكر العلماء أن التحسينيات قد تصبح لبعض الناس في مرتبة الحاجيات , كما أن الحاجيات قد تصل بالنسبة لبعض الناس إلى منزلة الضروريات , وهذه من مسائل الفقه الإسلامي العامة التي بنى عليها العلماء مقاصد الشريعة الإسلامية وهي من تحرير العلماء الكبار وليس لآحاد الناس أن يقول هذا من الضروريات أو هذا من الحاجيات أو هذا بلغ مبلغ الضروريات و إنما هذا يقدره العلماء لأنها من مسائل الاجتهاد التي مرجعها لأولي العلم .

 

السؤال العاشر :

كيف نضبط ونوفق بين رد العلماء لقاعدة ( الغاية تبرر الوسيلة ) وبين فتاوى بعض العلماء التي تجيز ارتكاب بعض المحرمات للمصلحة كمسايرة الناس في بعض البدع وحضور أماكن المحرمات وتقصير أو حلق اللحية لأجل الدعوة ومثل هذه الفتاوى ؟


الشيخ :

قولهم الغاية تبرر الوسيلة هذه مما ابتليت به بعض الفرق الإسلامية كالإخوان المسلمين وغيرهم الذين يُعملون هذه القاعدة في عباد الله فيظلمونهم ويتعدون على أعراضهم ودمائهم وعلى حقوقهم بحجة الغاية تبرر الوسيلة , بل ويحرفون  في دين الله بهذه القاعدة وهي قاعدة أخذت من أهل الكفر , الإسلام راعى الغايات وراعى الوسائل , فإن كانت الغاية شريفة وإن كانت الوسيلة إليها بحق أو مباحة فالإسلام لا ينكرها , أما إذا كانت الغاية شريفة والوسيلة إليها فيها ظلم أو فيها تعدي على حق الغير , أو فيها ارتكاب معاصي أو فجور أو الوقوع في حرمات الله عز وجل فإنه لا يوجد عالم يبيح هذه الوسائل المحرمة لارتكاب غايات مشروعة     

والحمد لله لا يوجد عندنا في الشريعة الإسلامية غاية مشروعة وسيلتها محرمة بحمد الله إلا ما ذكره ابن القيم من النذر فإن النذر وسيلته مكروهة لا محرمة

أما قول بعض أهل العلم وفتاواهم ليس من باب الغاية تبرر الوسيلة كما زعم هذا القائل وقاس هذا القياس الفاسد إنما هو من باب ارتكاب أخف الضررين , ومن باب قد تصل إلى مرحلة الضرورة إذا الإنسان خشي على نفسه من الضرر المحقق فله أن يرتكب بعض المحرمات من باب الضرورة والضرورة تقدر بقدرها , مع ارتكابهم لهذه المحرمات أو تجويزهم لهذه الضرورة فعلى سبيل المثال : أكل الميتة فأكل الميتة حرام لكن لو أن إنسان خشي على نفسه الهلاك فإن له أن يأكل من الميتة , وكذلك إنسان قد وقفت اللقمة في حلقه وبجواره خمر فإنه يشرب من الخمر بقدر ما يزيل هذه الغصة, فهنا من باب الضروريات لا من باب الغاية تبرر الوسيلة والله أعلم .

 

السؤال الحادي عشر :

نريد أن نضبط أن مسألة أن الشخص إذا كان عالما فلا يبدع هل هي مشروطة بأن يكون عالما مع أن العلم يعني أن الحجة قامت عليه بخلاف الجاهل , أم أنها مشروطة بأن يعرف صدق هذا العالم و إرادته للحق ؟

 

الشيخ :

مسألة تبديع الشخص الذي وقع في البدعة إذا ظهر له الحق وخالفه وأصر على مخالفته فإن أهل العلم بعد النصيحة له يبدعونه,  هذه صورة

الصورة الثانية الرجل من أهل السنة الذي وقع في بدعة فإنه إن كان ميتاً فإنه يبين أن هذا القول الذي قاله باطل ولكن الرجل من أهل السنة و أخطأ في هذه المسألة لكن لا يبدع

أما إن كان حيا فإنه يُناصَح ويبين له خطؤه و إذا كان سلفيا فإنه يرجع إلى الحق بإذن الله عز وجل

وقول من يقول ( أن العالم لا يبدع ) هذا خطأ , فإنا إذا نظرنا إلى السلف فإنهم قد بدَّعوا كثيراً ممن ينتسب للعلم بل ممن كان مبرزا في عصره , فإنهم قد بدَّعوا جماعة ممن عرفوا بالعلم إذا وقعوا في البدع بعد مناصحتهم , فهؤلاء الذين يقولون أن العالم لا يبدع لا شك أنهم أتوا بمنهج جديد , نقول لهم ما الدليل على هذا من منهج السلف ؟ بل منهج السلف على خلاف قولكم والله أعلم .

 

السؤال الثاني عشر :

الحكم على الشخص بأنه مبتدع أو مخالف للمنهج السلفي هل يشترط فيه فتوى عالم فيه بعينه أم هو لكل من علم بالحجة والدليل أنه وقع في بدعة أو مخالفة وبين له ونُصح فأصر وعاند ؟

 

الشيخ :

الشخص الذي وقع في بدعة ونُصح وأصر وعاند فهذا الشخص يحكم عليه بالبدعة إما العلماء بأن يُسألوا عن حاله ويكفي سؤال عالم واحد ليس شرطاً العدد يكفي سؤال عالم واحد عن حاله وعن ما وقع فيه فإذا بَدَّعه بُدِّع , وأيضا إذا كان هناك طالب علم جيد متمكن شهد له العلماء بالتمكن في العلم الشرعي وعنده الأهلية على بيان الحق وعلى رد الباطل وعلى الحكم على هذا الشخص فإن مثله يعتبر عند أهل العلم ويعتبر بقوله فليس شرطا أن يبدع المبتدع عالم كبير بل إذا كان طالب علم متمكن مشهود له بالعلم والمعرفة وعنده القدرة والأهلية على ذلك فإنه يجب أن يقبل حكمه وقوله بالحق والله أعلم

مع التنبيه إلى أن طلاب العلم المبتدئين أو المتوسطين أو الذين لا توجد عندهم أهلية الحكم على الأشخاص هؤلاء لا يجوز لهم أن يحكموا على هؤلاء بل يجب أن يرجعوا إلى العلماء أو إلى طلاب العلم المتمكنين ليبينوا لهم الحق .

 

السائل :

إذا كان بعض البلاد ليس فيها علماء لكن فيها بعض الشباب الذين يتابعون العلماء وعندهم دراية بالبدع فما الحكم في مثل هذه الحال ؟

الشيخ :

إذا كان في بلد فيه شباب من طلاب العلم ربما ما بلغوا الدرجة العالية من العلم لكن لا يوجد في هذه البلد علماء فالجواب كما يلي :

أولا ينظر لحال هذا الرجل الذي وقع في هذه الأمور ,  إن كانت بدعته ظاهرة وبلغ بأقوال العلماء وفتاواهم وظهرت منه المراوغة وأمره واضح جلي , فله إذا كان عنده شيء من العلم وشيء من القدرة على ذلك فله أن يبدعه , و إذا كان أمره محتمل وفيه نوع من الخفاء فإنه وإن لم يوجد العلماء في بلادهم فإنه يجب أن يتصل على العلماء في البلاد الأخرى ويسألوهم عن حال هذا الرجل فيتصلون على شيخ من المشائخ ويقولون له عندنا رجل يقول كذا ويعمل كذا ونصحناه بكذا فقال كذا فما حكمه وما موقفنا منه ؟ فيبين له العالم الموقف من أمثاله و الله أعلم.

هذا والله أعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

والحمد لله رب العالمين .

منقول من http://sahab.net/forums/showthread.php?t=375538 

Partager cet article
Repost0
15 mars 2010 1 15 /03 /mars /2010 12:46

قرة عيون السلفية 
بالإجابات على الأسئلة الكويتية

 

 

لفضيلة الشيخ العلاّمة:
 محمد أمان بن علي الجامي

 

(رحمة الله تعالى عليه)

 

عميد كلية الحديث بالجامعة الإسلامية سابقاً

 

 

[شريط مفرغ: تفريغ أبو تيميه السلفي الأثرى]

 

 


[بسم الله الرحمن الرحيم][1]

 

الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وبعد:

 

نواصل دروسنا بتوفيق الله تعالى بالإجابة على بعض ما يتيسر من هذه  الأسئلة:

 

[السؤال الأول] : سائلٌ يقول إنه قرأ في كتابٍ لشيخ الإسلام العقيدة الواسطية وشرح العقيدة الواسطية أيضاً أَنَّ الله سبحانه وتعالى هو خالق العباد وخالق أفعالهم، وهذا الباب معروف عند أهل العلم، يسمى باب خلق الأفعال، ويسمى باب خلق أفعال العباد، ويسمى باب خلق أفعال الناس، أفعال العباد ما يفعله العباد، تضاف هذه الأفعال إلى الله تعالى من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، فتضاف إلى العبد من باب إضافة  المسبب إلى السبب. الله وحده هو الخالق، خالق العباد وخالق أفعالهم، هو الذي خلقنا وخلق أفعالنا، ليس هناك خالقٌ إلا الله في هذا نقول على القدرية نفاة القدر الذين يزعمون أن كل عبدٍ يخلق أفعال نفسه الاختيارية فيستشكل السائل كيف تكون أفعالنا خلقاً لله تعالى ؟؟؟



[
الجواب] :
لو أنه قرأ من نفس الكتاب ما نقله الشيخ خليل هراس من الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمهما الله لإتضح له ذلك  فنحيله على الكتاب وعلى ذلك المنقول فنوجز في الإجابة، الله خلق العبد وخلق له القدرة وخلق له الإرادة والمشيئة والاختيار وخلقه على هيئة وكيفية أنه يفعل، يفعل ما يفعل باختياره لا مضطرا فيترك ما يتركه  باختياره لا مضطرا، تضاف إليه الأعمال خيرها وشرها وعلى هذا هو مناط التكليف يثاب على الأعمال الخيرية لأنه عملها باختياره ويعاقب على السيئات لأنه اقترفها باختياره، فيعاقب على ترك الواجبات لأنه فعل ذلك باختياره لكن هل يسمى العبد خالقا لأفعاله؟؟ لا .. يسمى ( فاعل..) وليس بخالق. الخالق هو الله والعبد يفعل بتيسير الله تعالى له وإعطائِهِ له أسباب الأفعال من قدرةٍ وإرادةٍ واختيارٍ ومشيئةٍ، له مشيئة تابعة لمشيئة الله تعالى، ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ﴾ [سورة التكوير:29]، لذلك، فالباب باب يحتاج إلى التأني والبحث مع طلاب العلم ولا يُسْتَحْسَن التوسع فيه مع العوام ولكن يُكْتَفَى بالقول بأن أفعال العباد كلها خيرَها وشرَّها خلقٌ لله تعالى، ﴿وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [سورة الصافات:96]، ﴿ما﴾: إما مصدرية: أي خلقكم وعملكم، أو موصولة: خلقكم والذي تعملونه.

الله وحده هو الخالق وأنت الفاعل لأن الله أقدرك على الفعل، تُثاب على الحسنات وتؤاخذ على السيئات. هذا بإختصار، إن الأفعال خلقٌ لله تعالى كما أن  العبد خلقٌ لله لا يوجد خالق غير الله، والله اعلم.


 

[السؤال الثاني] : سائلٌ آخر يسألُ فيقول: إن بعض الشباب السلفيين كلما ذُكِرَ عندهم الحافظ ابن حجر يقولون إنه اشعريٌ فيريد توضيح عقيدة هذا الإمام ... (السائل) توضيحا شافيا ـ كما قال ـ وغيره من الأئمة الذين قد زلوا في بعض العقائد، فيطلب السائل إزالة الغبش على حد تعبيره من هذه المسألة؟؟؟


 
[ الجواب] : الحافظ ابن حجر والإمام النووي والذهبي والبيهقي أحياناً والإمام الشوكاني وغير ذلك من الأئمة الذين خدموا الكتاب والسنة وقعوا في بعض التأويلات، في بعض تأويلات نصوص  الصفات، في أمثال هؤلاء يقول شيخ الإسلام: فإذا كان الله يقبل عذر من يجهل تحريم الخمر وربما وجوب الصلاة لكونه عاش بعيداً عن العلم وأهله فهو لم يطلب العلم ولم يطلب الهدى ولم يجتهد، فكون الله يعفو ويسمح فيقبل عذر من اجتهد ليعلم الخير وليعلم الهدى وبذل كل جهوده في ذلك ولكنه لم يدرك كل الإدراك فوقع في أخطاءٍ إما في باب الأسماء والصفات أو في باب العبادة أخطئ أخطاءً بعد أن اجتهد ليعرف الحق، يقول شيخ الإسلام: أمثال هؤلاء أحق بالعفو والرحمة والسماح أو كما قال رحمه الله، وشيخ الإسلام كان يناقش علماء الجهمية جهابذة علماء الجهمية فيقول لهم: لو قلت أنا ما قلتموه أنتم أي لو كنت أنا مكانكم لأكون كافرا ولكنكم معذورون لأنكم جُهَّال، يرى شيخ الإسلام أن الإنسان يُعذر بجهله وخصوصا إذا بذل مجهوده ليعرف الحق ولا فرق عنده وعند غيره من المحققين بأن الجهل في الفروع والأصول قد يصوغ في هذا أدلةً منها قصة الإسرائيلي النباش الذي لمَّا دنى أجله أوصى إلى أولاده إذا مات يحرقوه فيسحقوه فيرموه في اليم ويضعوا جزءً منه من الذر في البرد والجزء الآخر في البحر ويتفرق وفي زعمه إذا فعل ذلك سوف يفوت على الله, قال لأن قَدِرَ الله عليَّ ليعذبني عذابا لم يعذب أحداً قبلي أو كما قال. يقول الإمام بن تيميه إنه جهل عموم قدرة الله تعالى. وفُعِلَ به ذلك فبعثه الله فأوقفه بين يديه فسأله ما الذي حملك على، هذا قال خشيتك يا رب، الخوف من الله، بمعنى إنه مؤمنٌ ويخاف الله مع ذلك جهل عموم قدرة الله تعالى وأن الله قادر على أن يجمع تلك الذرَّات فيبعثها، هذا جهلٌ في أصول الدين وكثير من أئمة الدعوة والمحققون يَرَوْنَ ذلك حَتَّى نَقَلَ عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب عن والده أنه كان يقول: أولئك الذين يطوفون بضريح الشيخ عبد القادر الجيلاني وأمثاله لا بد من تنبيههم أولا قبل الحكم عليهم بالكفر، ولو تتبعنا أقوال المحققين الفقهاء أدركنا بأن العذر بالجهل عامٌ في الأصول والفروع وهؤلاء الأئمة وإن لم يكونوا جُهَّالاً لكنهم فاتتهم مسائل كثيرة, الإمام الشوكاني كان شيعيا لأنه زيدي والزيدية من الشيعة ومن اقرب طوائف الشيعة إلى الحق، ترك الزيدية ورحل وقاطع جميع المذاهب تقليدا، كان مجتهدا غير مقلد وسعى ليلحق بركب السلف في تفسيره وفي نيل الأوطار وفي غيرهما مما كتب ولكن فاته الشيء الكثير إلى أن تصور الإمام رحمه الله أن التفويض هو منهج السلف، وهذا خطأ، التفويض ... تفويض معاني النصوص ليس هو منهج السلف، منهج السلف معرفة معاني النصوص كلها من السمع والبصر والاستواء والنزول والمجيء وغير ذلك، وتفويض الحقيقة إلى الله، التفويض تفويضان: تفويض المعاني وهذا خطأ وهو الذي وقع به الإمام الشوكاني عفا الله عنه، وتفويض الحقيقة والكيفية والكنه وهذا الذي عناه الإمام مالك حيث قال: ((الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة))، وبالإختصار هؤلاء معذورون فيما وقع منهم من الأخطاء في التأويل، و إطلاق اللسان عليهم بكل جرأة إنهم مبتدعة وأن من لم يبدعهم فهو مبتدع، هذه جرأة جديدة من بعض الشباب الذين أصيبوا بنكسة الحداد، فنسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم ويردهم إلى الصواب وهم اخطئوا كثيرا وابتعدوا كثيرا عن الجادة، فصاروا يبدعون الأحياء والأموات على حدٍ سواء، العلماء كبار علمائنا الذين يحضرهم مجالسهم طلاب العلم وغيرهم، طلاب العلم وغيرهم، السلفيون والخلفيون على حدٍ سواء الذين يستفيدون من مجالسهم، مجالسهم مجالس العلم والمذاكرة يُبَدِّعُونَهُمْ بدعوة أنهم يجالسون المبتدعة، وهذا الخطأ فشى للأسف بين الشباب في الآونة الأخيرة وخير ما نقوله: - اللهم اهدي قلوبهم -.


 

[السؤال الثالث]: سائلٌ آخر يسأل فيقول: - وفي اسئلتكم عجاب – يقول إنه يحب السلفيين لما عندهم من طلب العلم - عددوا له - ويحب كذلك الإخوان المسلمين لأنهم يفهمون في السياسة ويحب التبليغ لأنهم أنفع للناس في الدعوة؟؟؟!!



[
الجواب] :
إن كانت هذه هذا منتهى فهمك أيها السائل ولم تكن من قبيل  القصص الخيالية إن كان هذا أمرا واقعا فأنت بحاجة إلى أن تعالج نفسك لأنك في ذبذبة، ولا يجوز لمسلم أن يعيش متذبذبا، لا يعرف أين الحق ثم مع ذلك لا يدرك بأنه جاهل فيصدر الأحكام يحب السلفيين لأنهم يطلبون العلم الفضل الذي رأى عند السلفيين أنهم يطلبون العلم بس، وكفى، كفى شرفا طلب العلم ويحب الجماعة الذين ذكرهم لأنهم يفهمون السياسة، وهل أنت تفهم السياسة؟ حتى تحكم على الإنسان أنه يفهم السياسة أو لا يفهم!! لو كنت تفهم السياسة ما كتبت هذا السؤال فأنت مسكين بحاجة إلى التعليم، والآخرين لأنهم انفع في باب الدعوة أي دعوة؟! بالاختصار كلامك هذا يشبه كلام الهذيان الذي يتحدث به النائم وهو نائم لا يدري ماذا يقول، تعلم واترك عنك هذه الذبذبة، هذا خطأ.


 

[السؤال الرابع]: و آخر يقول: إن السلفية أنشأها ابن تيميه وجددها محمد بن عبد الوهاب ؟؟!!


[
الجواب]:
هذيان آخر، ما أكثر الهذيان يا سبحان الله، اسأل ما معنى السلفية ؟؟ متى تفرقت الناس إلى السلف والخلف؟ لو تركنا هذه الجماعات الصغار والحركات السياسية التي تجددت هذه الأيام هذه لا تستحقه الحديث عنها، إنما الحديث متى تفرق المسلمون إلى السلف والخلف، هذا الذي ينبغي أن يبحث طلاب العلم، كبار أهل العلم بحثوا هذه المسالة في مقدمتهم: الحافظ بن حجر، في المئة الثالثة ظهرت الفتن، بالتحديد يقول الحافظ بن حجر بعد المائتين والعشرين فرفعت.. فأطلقت المعتزلة ألسنتها ورفعت الفلاسفة رايتها واضْطُهِدَ أهل العلم والأئمة، بعد هذا، بعد تفرق الناس هذا التفرق وصار كل فريقٍ يدعي العمل بالكتاب والسنة نظروا إلى الناس فرأوا  أن من ينهج ما كان عليه الصحابة يقال له إن هذا سلفي نسبة إلى السلف إلى السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، يقال هذا سلفي وهذا من أهل السنة والجماعة وهذا اثري وهذا سني هذا الاصطلاح ما كان معروفا عند الأولين إذ لا تفرق بينهم كلهم على منهج واحد منهج الصحابة، التابعون على منهج الصحابة، تفريق الناس وتلقيبهم بهذه الألقاب بالسلفية والخلفية لا بد له من سبب!! السبب تفرق الناس هذا التفرق ومن رأوه ينهج ويتبع ما كان عليه الصحابة قالوا هذا سلفي، سلفك من سبقك من آبائك وأقاربك يقال له سلفك، كل من سبقك، ومن آتى بعد من سبقه إن جاء موافقا له قال أنه سلفي، أي من جاء بعد الصحابة والتابعين موافقا لهم في منهجهم وعقيدتهم وسلوكهم قالوا هذا سلفي أي منتسب إلى السلف، السالف والسابق بمعنى واحد والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار هم السلف ومن جاء بعدهم وتأسى بهم ولم يخالفهم هو سلفي الياء ياء النسبة ومن جاء بعده فخالفه يقال له خلَفي ويقال له خلْفي، فالقران وصفهم بأنهم خلف ﴿فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ﴾ [سورة مريم:59]، إذا خالفهم وهو لا يزال على خير يقال له خلَفي وان خالفهم إلى الشر يقال له خلْفي إذن البحث في تفرقة الناس أو انقسام الناس إلى السلف والخلف ثم السلفية والخلفية، السلفيون المعاصرون ومَنْ يأتي بعدهم إلى آخر الدنيا حتى يبعث الله تلك الريح التي تقبض أرواح المؤمنين يقال لهم سلفيون ويقال لهم أهل السنة والجماعة نسبة إلى الجماعة الأولى الصحابة وَدَعْوَة بأن السلفية مِنْ إنشاء أو مِنْ آراء بن تيميه وجددها محمد بن عبد الوهاب كما قلتَ هذيان لا ينبغي الوقوف عند ذلك، لكن الذي ينبغي التنبيه عليه جاء في بعض الأسئلة: السلفيون والأحزاب الأخرى والجماعات والطوائف والفرق كلهم على حدٍ سواء، هذا غلط هذا كصاحبنا المذبذب الذي يجب هؤلاء وألئك وأولئك إنما الحقيقة السلفية حقيقة الإسلام، السلفية هي المفهوم الصحيح للإسلام خذوها صريحةً هكذا السلفية اليوم المفهوم الصحيح للإسلام والجماعات الأخرى حركات سياسية أو نزعة صوفية أثرت في كثير من السذج، أما الحركات السياسية فعملت دعاية فغلفت دعوتها بغلافٍ إسلامي أو بعبارة أخرى سيست الدعوة تسييسا فلبَّست على الناس وأوهمت الناس أنها تدعو إلى الإسلام وكل ما فعلت هذه الحركات السياسية مخالف للإسلام وليس من الإسلام في شيء، تلاحظون أن زعماؤهم يَشردون إلى أوروبا وأمريكا يعيشون هناك فالقوم مرتاحون إليهم ويفرحون بهم جدا لأنهم يشوهون جمال الإسلام ويفسدون صمعة الإسلام ويصورون للناس إن الإسلام معناه التدمير والتفجير والسب واللعن والعنف والشدة، هذا ينفع الأمريكيين والأوروبيين أكثر مما ينفعهم المبشرون يكسبون من هؤلاء مكسباً في محاربة الإسلام مالا يكسبون من مبشريهم الذين ينشرونهم في العالم، عندما يسقط إنسان هناك في أمريكا فيقول الجهاد الجهاد فيحث أتباعه على التدمير والتفجير تفرح أمريكا فرحا شديدا لان هذا افسد سمعة الإسلام وصور الإسلام تصويراً سيئ دين الرحمة دين الدعوة والإصلاح تحول إلى دين التفجير والتدمير والعنف والشدة، فرحت أمريكا وجميع الأوروبيين باؤلئك الذين يخطبون من هناك.


الدعوة إلى الإسلام ليس بهذا الأسلوب، اذكر لكم مثالا واقعيا تعرفونه من باب التمثيل كيف بدء داعيةٌ من دعاة الإسلام دعوته إلى إقامة دولة إسلامية ونجح لم يقف مثل هؤلاء في الشوارع ولا منصة المحاضرات ليهاجم السلاطين والرؤساء والزعماء لكنه تعلم أولا لم يتخرج من كلية الحقوق ولكنه تخرج من هذه الجامعة, الجامعة الأم المسجد النبوي، ابن عبد الوهاب تخرج من هذه الجامعة تعلم هنا ونال جائزات في لغتنا شهادات ثم رجع بعد ان تجول في العالم المجاور رجع إلى بلده ليدعو إلى الله إلى إقامة دولة إسلامية إلى تصحيح العقيدة وتصحيح الأحكام، ماذا فعل؟ هل عمد إلى الشباب والسذج ليهيجهم ويثيرهم ضد الأمراء, الأمراء المنتشرون هناك كل واحد سلطان برأسه بل تقدم إلى أمير في بلدة الحريملة فعرض عليه الدعوة عرضا متواضعا، ليش؟ لتصحيح العقيدة وتصحيح الأحكام وإقامة دولة إسلامية لأمر عظيم شرح دعوته لم يسيء إلى أحد فَقُبِلَتْ الدعوة من أول الأرض إلا انه علم ان بعض السفهاء يريدون ان يفتكوا به فخرج خائفا هذه سنة الله في المصلحين العوينة فعرض الدعوة نفس العرض فقبل الأمير فبدأ الشيخ يعمل في أثناء عمله واصلاحه وقطع بعض الأشجار التي كانت تعبد و أزال الأوثان في أثناء ذلك اعترفت أمامه امرأة بفاحشة الزنا فطلبت إقامة الحد عليها وأصرت ففعل ذلك وهذا الحادث أثار أمراء المنطقة كلها عابوا أمير العوينة إلا ان يُخْرِجَ هذا الشيخ وكان اكثر المتشددين أمير الإحساء فأخرجه الأمير وهو مكره غير راضٍ لكنه مكره، إذا نظرنا إلى المسألة بعين القدر رزق كثير يسوقه الله لصاحب الدرعية فَوصِلُ إلى الدرعية فشرح القضية كما شرح في المرة الاولى والثانية فبادر أمير الدرعية فآزر الدعوة واستقر الشيخ هناك فجعلت الناس تفد من جميع الجهات على الدرعية لتتعلم، عَلَّمَ الناس وأسس تأسيسا علميا ودعا الناس إلى توحيد الله فَحَفَّظُوا أطفالهم ونساءهم وجُهَّالَهُم هذا الكتيب الصغير الأصول الثلاثة بدأت الدعوة بهذه الرسالة فانتشر العلم في المنطقة، من هناك بدأت الدعوة وقامت هذه الدولة الإسلامية السلفية العملاقة في قلب الجزيرة على هذه الدعوة المتواضعة قبل ان يسيء إلى أحد, فيقول الآن هؤلاء الحركيون يقولون السلفيون من عيوبهم انهم دعاة السلاطين هذا من عيوب السلفيين يعني لا يعادون السلاطين وهذا ليس بعيب إلا عند من لا يعرف العيب "ان الله يدع بالسلطان مالا يدع بالقران" السلفيون كما أشرت الآن يقربون من السلطان ومن الأمراء والملوك والزعماء فيبلغون دعوة الله إن قُبِلَتْ فذاك وإن لم تقبل أدوا ما عليهم, أول من يجب تبليغ الدعوة إليهم أصحاب السلطة الذي إذا هداه الله هدى الله به من تحته وهو الذي يقوم بالتنفيذ، أما معاداة السلاطين ثم الشرود إلى أمريكا وأوروبا والمحاضرات من هناك ماذا تفيد؟ ماذا يستفيد الإسلام والمسلمون من تلكم المحاضرات في أمريكا وأوروبا؟ السب واللعن وتكرار لفظة الجهاد وتزهيد الناس في العلم وتحريض الناس على التخريب والتدمير كثيرٌ من الناس يرون إن هذه هي السياسة هذه هي السياسة الهيجاء, السلفيون السياسيون لكن في السياسة الشرعية الهادئة الهادفة التي تعرف أين تضع الكلمات السياسة التي تقدر مسؤولية الكلمة، السياسي الذي يعرف كيف يدخل وكيف يخرج وكيف يخاطب متى يتكلم ومتى يمسك من يعادي ومن يسالم هذه السياسة، أما التهييج أما السب واللعن والتكفير والتبديع هذه سياسة هوجاء للجهال الذين تخرجوا من كليات العلوم كالهندسة والتجارة وكلية الحقوق ولم يدرسوا من الإسلام شيئا - فاقد الشيء لا يعطيه - من أين يأتي بسياسة شرعية وهولم يدرس الشريعة؟ الدارسون للشريعة هم أولى بأن يوصفوا بالسياسة. رسول الله عليه الصلاة والسلام يسوس الأمة بإذن الله تعالى بسياسة حكيمة تعلموا منه أصحابه والتابعون تعلموا من الصحابة، أليس كان يعيش هنا في المدينة في عهد النبي عليه الصلاة والسلام اليهود والمنافقون مع المسلمين كيف يعيشون؟ وكيف يعاملون؟ استطاعوا ان يعاملوهم معاملة دنيوية بدون محبة أو مودة أو ولاء فرأى النبي عليه الصلاة والسلام عدم تقتيل المنافقين حتى الظاهرين منهم لأن لا يقال بأن محمدا يقتل أصحابه هذه هي السياسة الشرعية الحكيمة فليبقوا بين المسلمين وهم ضرر على المسلمين ينقلون أخبارهم لكفار قريش وللروم يعملون ضد الإسلام والمسلمين وهم يصلون خلف رسول الله عليه الصلاة والسلام لكن أي ضررين أخف السياسة الشرعية الحكيمة إرتكاب أخف الضررين بقاؤهم على ما هم عليه أخف ضررا من ان يكون تقتيلهم سببا لسد الطريق على الذين يريدون الدخول في الإسلام، ولهذا أمثلة في السياسة الشرعية ومن اراد أن يدرس السياسة الشرعية فليدرس السنة والسيرة والكتب المؤلفة في السياسة الشرعية كالسياسة الشرعية للإمام بن تيميه والطرق الحكمية لابن القيم وغير ذلك.


أما إطلاقك المثال على أئمة السلف السابقين واللاحقين بأنهم لا يعرفون السياسة وبأنهم غلاظ وبأنهم وبأنهم ... لا يجوز لك هذا تنفير الناس من العلماء الإساءة إلى العلماء وتتبع هفواتهم تنفير لطلاب العلم من العلماء هذا أمر غير جائز وأما انتماؤك إلى هذه الجماعات فهذا انتماء سياسي لا ننصحك به بل الذي ننصح به طلاب العلم دون أن نتحامل على هذه الجماعات التي نرى أن وجودها خصوصا في دولة إسلامية غير جائز؛ لأن الإسلام لا يرى منافسة صاحب السلطة أبدا «إ
ذا بويع بين خليفتين فاقتلوا الآخر منهما»، الإسلام لا يرى هذه المنافسات لكن نحن لا نتوسع هنا فنقول لشبابنا لا تضيعوا باسم السياسة وانتم لا تعرفون السياسة واتركوا عنكم الحركات والجماعات اطلبوا العلم، العلم هو الأساس، ادرسوا تاريخ المصلحين تاريخ الإمام احمد وابن تيميه وتاريخ المجدد مجدد القرن الثاني عشر الذي نعيش اثر تجديده ماذا فعلوا وكيف تعلموا وكيف بدؤوا دعواتهم وكيف صبروا على الأذى، ادرسوا تاريخ الصالحين المصلحين وابتعدوا عن هذه الحركات السياسية المنافسة المدمرة وكونوا طلاب علم . والله المستعان...

 

[ السؤال الخامس] : لا تزال الأسئلة تتكرر حول هذا الموضوع، سائل يقول بَيِّنْ لَنَا حقيقةُ السلفية...


[
الجواب] :
وقد قلتُ ما تَيَسَّر وبالاختصار السلفية: الجادة، تعرف الجادة والجماعات والفرق من بنيات الطريق هل تعرفها إذا كنت مسافرا إلى الرياض فأخذت الجادة وأنت على يقين بأن الرياض في شرقيك لا شيء يرددك حتى تصل ولكن إذا جاءك إنسان طلب منك أن تخرج يمين ويسار في بُنَيَّاتِ الطريق ضعت، امسك الجادة التي عليها المسلمون الأولون إلى يومنا هذا واترك بنيات الطريق التي تجددت باسم الجماعة الفلانية والحركة الفلانية دعها وإلا تضيع ولا محالة، وقد ضاع من سلك هذه بنيات الطريق هذه قد ضاع الذين سلكوا هذه السبل، والحركة تعمل منذ ستين سنة عقيمة لا تنجب ويصعد خطيبهم فيخطب ما شاء الله أن يخطب إلى أن يعجز أو يهلك فيأتي الآخر وهكذا ... أما تكفي التجربة؟ الدعوة السلفية التي سطعت العالم اليوم ليس لديها جعجعة ولا يحملون الدفوف والطبول معهم يتخرج طالب عادي من هذه الجامعة، الجامعة الإسلامية فيسافر إلى أي بلد فيفتح مدرسة أهلية فَيُدَرِّسُ في المساجد انتشرت بدون أن يسمع لها صوتٌ انتشرت الدعوة في أقطار الدنيا، إذا كان فيكم من يعيش في القارة الهندية ادْعُوهُ ليزور البالكستان في حدود الصين بدأت بمدرسة واحدة اليوم جامعة من إنتاج الجامعة الإسلامية من طلابنا وينفق عليها بعض المحسنين من هنا، في المستوى الشعبي الدعوة السلفية اليوم أكاد أن أقول إنها عَمَّتْ دع المستوى الرسمي، ولو تجولت في إفريقيا لوجدت أطفالا استمعنا إلى أطفال يحفظون الأصول الثلاثة وكشف الشبهات وكتاب التوحيد حفظهم للفاتحة، أطفال ... استمعنا في بعض المدارس وقفنا اندهشنا أطفال أفارقة وربما أصيب بعضهم بنوع من التشدد، الدعوة سائرة وقول القائل انه ليس لديهم سياسة هذا لعدم معرفته بالسياسة .. لا تؤثر فيكم هذه الدعايات - اسأل مجربا ولا تسأل طبيبا - لأني قد زرتُ نحو أكثر من عشرين دولة يعمل فيها شبابنا خريجو الجامعة الإسلامية ورجعنا ونحن مسرورون جدا مما شاهدنا مناطق كانت تعادي اسم الوهابية كيف بكتاب التوحيد هناك اليوم بالاسم الشريف بدأت الدعوة باسم: محمد بن سليمان التميمي بعد حذف اسم عبد الوهاب فأخيرا من باب إعلان الدعوة أُعْلِنَتْ الدعوة والكتاب يدرس باسمه، باسمه الرسمي في كل مكان، إِحْمَدْ الله على سير هذه الدعوة وكون بعض الناس عفا الله عنهم يحاولون التثبيط من الداخل في عقر دار العقيدة هذا من الغرائب!!! لعلي حكيت لكم قصة وقعت في دولة إفريقية وقع بين داعية وبين مشايخ الصوفية نزاع، ورفعت الدعوة إلى حاكم مسيحي فَطُلِبَ هذا الداعية وحضر مشايخ الصوفية والحاكم متعلم مسيحي متعلم في أوروبا قال له أين درست يا الشيخ قال: في السعودية، في أي بلد؟ في المدينة النبوية، عندك شهادة؟ نعم، والمشايخ وين درستم؟ في بلدنا هنا، ما خرجتم؟ قالوا: لا، قال اسمعوا: إسلامكم من الأساس جاء من السعودية لأن رسولكم في السعودية، السعودية عنده هذا البلد السعودية في الماضي والمستقبل سعودية دائما إسلامكم جاء من السعودية رسولكم كان في السعودية ولد في مكة ودفن في المدينة وهذا جاءكم بالإسلام من بلد الإسلام إما أن تدرسوا عليه وإلا لا تتعرضوا له. هكذا انهدمت الصوفية على يد مسيحي لما قرات هذه القصة تذكرت قوله عليه الصلاة والسلام: «ان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر»، الكفار علموا أن هذه هي الدعوة الحق وفعلا اخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن «الإيمان ليأرب إلى المدينة كما تأرب الحية إلى جحرها»، وفي لفظ «إلى الحجاز»، وفي لفظ إلى «هذين المسجدين»، الخير بآخر الوقت يعود إلى هنا يلجا الإسلام إذا اضْطُهِدَ من كل مكان إلى هنا لكنه عاد لا يمكث ولكنه لينتشر كما انتشر من قبل من هنا وفعلا عائدٌ منتشرٌ وسائرٌ إِحْمَدُوا الله على هذه النعمة واشكروا ربكم ليزيدكم من فضله . له المنة.


 

[السؤال السادس] : سائل آخر يسأل: هل التوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام أو بجاه غيره أو جاه المصحف شرك أو بدعة؟؟


[
الجواب] :
التوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام وهو أعظم الأنبياء جاها والتوسل بجاه الصالحين وبحرمة القران هذه الألفاظ الطيبة التوسل بها مبتدع، توسل مبتدع لا يقال شرك بدعة عملٌ احْدِثَ في الإسلام ولا اصل له ولا ينبغي الاغترار بكثرة من يستعمله ولا ينبغي التفرد إلى تجرد انه شرك أو كفر بل بدعة تصحح.

 

[السؤال السابع] : سائل يسال فيقول: قرأ للزاهد الكوثري انه يتحامل على الإمام الشافعي فيصفه بأنه لا يجيد اللغة العربية ؟؟؟


[
الجواب] :
هذا كلام يضحك الحزين، الحزين يضحك عندما يقول الأعجمي التركي بان الإمام القرشي المطلبي لا يجيد اللغة العربية أليس هذا كلام مضحك هل تعلمون ما الذي حمل هذا الزاهد على هذا الزهد؟ الإمام الشافعي أصدر حكماً فقالها حُكْمِي في أهل الكلام: ان يُحْمَلُوا على الحمر الأهلية فيطافوا بهم بالقبائل والعشائر فيضربوا بالنعال فيقال هذا جزاء من ترك كتاب الله واشتغل بعلم الكلام والكوثري داخل في هذا الحكم, الزاهد الكوثري دخل في هذا الحكم فغضب، بم ينتقم؟ قرأ رسالة الشافعي فلم يقدر ان يهضمها رسالة الإمام الشافعي بأسلوب قوي حتى العربي العادي – غير - المتمكن من اللغة قد لا يهضمه لأول مرة بها، لم يستطع لعجمته أن يهضم الرسالة واتهم الإمام الشافعي بأنه لا يجيد اللغة العربية.



الشاهد نحن في هذا الوقت وقت الشبهات، حتى الشبهات القديمة يأتون بها الآن ما قاله النبهاني فيما ألفه كتاب سماه: (شواهد الحق في الاستغاثة بنبي الخلق)، سُئلت هذه الأيام، هذا الكتاب قرأته وأنا طفل قديم غير موجود الآن لكن تجددت الشبهة مع الشبهات الكثيرة لان النبهاني يجيز الاستغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام، مَنْ النبهاني؟؟ النبهاني مِنْ اؤلئك الذين وقفوا ضد هذه الدعوة أول دخولها للحجاز ولذلك لا يُسْتَغْرَبْ مِنْ يوسف النبهاني إذا قال شواهد الحق في الاستغاثة بنبي الخلق لانه جاهل على الرغم من ان النبهاني المشهور لكنه جاهل، الذي لا يفرق بين الاستغاثة وبين التوسل جاهل كائن من كان لانهم يعدون هذا من التوسل وليس من التوسل في شيء هذه عبادة, عبادة لا تكون إلا لله...


 

[السؤال الثامن] : يقول السائل: قال له قائل انه لا يوجد قبل ثلاثين سنة في علماء السعودية من يدرس هذه الفرق فرق أهل الكلام فضلا من أن يرد عليهم...



[
الجواب] :
ماذا تريد؟ ماذا تعني؟ وهل أنت عاشرت الذين عاشوا قبل ثلاثين سنة من العلماء وقرأت مؤلفاتهم؟ بدلا من هذا الهذيان والثرثرة فلا فتحت المصحف وحفظت لك آية من كتاب الله تعالى، كلام لا معنى له محاولة الطعون والنيل من العلماء لكونهم خالفوك في حركتك السياسية فأنت مخدوع ولست بسياسي بل مخدوع هذا من أسباب الخذلان، طالب العلم في أثناء طلبه سعادته في اثنين أن يوفق المنهج الصالح والمعلم الصالح إذا رزق طالب العلم في أثناء طلبه للعلم المنهج الصالح فإنشاء الله منهجنا من المرحلة الابتدائية الى الدراسات العليا منهج صالح مائة بالمائة يشهد بذلك جميع العلماء لا علماء هذا البلد فقط بل تعلمون عندما أنشئت الجامعة انشأ لها المجلس الاستشاري انتخبوا من أقطار العالم الإسلامي عالم أو عالمين من كل بلد هم الذين وضعوا منهج الجامعة منهج الجامعة ليس من وضع علماءنا فقط، من وضع علماء العالم الإسلامي المجلس الاستشاري العام اجتمع فوضع هذا المنهج منهج صالح إنما الذي بقي، هل وفق شبابنا المعلم الصالح؟ كان في أول الأمر صحيح ولكن اليوم الأمر فيه شيء أيهما أسوء؟ إذا كان منهجك صالح والمعلم غير صالح أو العكس المعلم صالح والمنهج غير صالح أيهما أخف ضررا؟ آه آه إذا كان المنهج صالحا وأوتي بعلم غير صالح يفسد هذا المنهج الصالح إذن إذا لم يوفق طالب العلم المعلم الصالح ضاع ولو كان المنهج صالحا والشواهد كثيرة شبابنا في جميع الجامعات يدرسون منهجا صالحا ومع ذلك رأينا من اقتنع بالجبرية أو بالإرجاء أو بالاشعرية مع صلاح المنهج لان المعلم غير صالح لذلك نصيحةٌ لشبابنا ان يحرصوا كل الحرص ان يطلبوا العلم على المنهج الصالح والعض المعلم الصالح وأن يبتعدوا عن هذه الحركات والسياسات الهدامة وان يتجردوا لطلب العلم .

 

نكتفي بهذا المقدار ونواصل في الدرس الآخر إنشاء الله، الدرس من الإجابة على بعض الأسئلة.

 

وبالله التوفيق وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد واله وصحبه.

 

[تم الانتهاء من تفريغ وتنسيق الشريط بحمد الله على الحاسب الآلي يوم الثلاثاء ظهرا الموافق 30ذو القعدة 1425هـ ـ 1/11/2005مـ في غزة هاشم فلسطين المحتلة.]

[1] ملاحظة: مابين معكوفتين [] غير وارد في الشريط.

Partager cet article
Repost0
10 mars 2010 3 10 /03 /mars /2010 10:21

الاعتصام  بالكتاب والسنة

 من
شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة

للإمام الحافظ

أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من تبع هداه

أمّا بعد :

العلم قال الله قال رسوله *** قال الصحابة ليس خلف فيه

 

عن أبي نجيح العرباض بن سارية رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال: وعظنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم موعظة بليغة، وجلت منها القلوب، وذرفت منها العيون. فقلنا: يا رَسُول اللَّهِ كأنها موعظة مودع فأوصنا. قال: أوصيكم بتقوى اللَّه والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد، وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً! فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)) رواه أبو داود والترمذي وَقَالَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صحيح.

النواجذ)) بالذال المعجمة: الأنياب وقيل الأضراس.

 

عن ابن عباس  في قوله تعالى: {لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} قال: سبيل وسنة.

عن الحسن في قوله تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها} قال: على السنة.

 

عن الحسن في قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: وكان علامة حبه إياهم إتباع سنة رسول الله  r

 

وسئل سفيان بن عيينة عن قوله   r : "المرء مع من أحب"، فقال: ألم تسمع قوله تعالى: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: يقربكم الحب من الرب، قال: {يتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} لا يقرب الظالمين.

 

عن الحسن في قوله تعالى: {ويعلمهم الكتاب والحكمة} قال: الكتاب: القرآن، والحكمة: السنة.

 

عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى} قال: ثم استقام، قال: لزوم السنة والجماعة.

 

وعن ابن عباس  في قوله تعالى: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه} فأما الذين أبيضت وجوههم: فأهل السنة والجماعة وأولو العلم، وأما الذين اسودت وجوههم: فأهل البدع والضلالة.

 

قال عبد الله ين مسعود :  لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل كبرائهم، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم هلكوا. قال ابن المبارك: الأصاغر: أهل البدع.

وسئل عبد الله بن مسعود : عن الدجال فقال: لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال: أمور تكون من كبرائكم؛ فأيما مريه [تصغير: امرأة] أورُجيل أدرك ذاك الزمان فالسمت الأول، السمت الأول، فأما اليوم على السنة. [ السمت: الطريق]

 

وقال أيضاً: عليكم بالعلم قبل أن يقبض، وقبضه: أن يذهب أهله - أو قال أصحابه -، وقال: عليكم بالعلم، فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه، أو يُفتقر إلى ما عنده. وإنكم ستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم. فعليكم بالعلم، وإياكم والتبدع، وإياكم والتنطع، وإياكم والتعمق، وعليكم بالعتيق.

 

قال محمد بن سيرين: كانوا يرونه على الطريق ما دام علي الأثر.

 

قال يحيى: ليس طريق أقصد إلى الجنة من طريق من سلك الآثار.

 

قال سفيان: وجدت الأمر الإتباع.

 

قال عبد الله بن مسعود  : الاقتصاد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة

وكان معاذ بن جبل يقول في كل مجلس يجلسه: الله حكم قسط، تبارك اسمه، هلك المرتابون. إن من ورائكم فتنا يكثر فيها المال، ويفتح فيها القرآن حتى يأخذه الرجل والمرأة والحر والعبد والصغير والكبير، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن فيقول: قد قرأت القرآن فما للناس لا يتبعوني وقد قرأت القرآن ثم ما هم بمتبعيّ حتى ابتدع لهم غيره. وإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع ضلالة، واتقوا زيغة الحكيم فإن الشيطان يلقي علي فيّ الحكم الضلالة، ويلقي المنافق كلمة الحق. قالنا: وما يدرينا يرحمك الله أن المنافق يلقي كلمة الحق وأن الشيطان يلقي على فيّ الحكيم كلمة الضلالة؟. قال: اجتنبوا من كلام الحكيم كل متشابه الذي إذا سمعته قلت ما هذا، ولا ينأ بك ذلك عنه فإنه لعله أن يراجع ويلقي الحق إذا سمعه فإن على الحق نورا.

 

قال الزهري: الاعتصام بالسنة نجاة.

قال أبو المليح: كتب عمر بن عبد العزيز بإحياء السنة وإماتة البدعة

 

قال أبو العالية: تعلموا الإسلام فإذا تعلمتوه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم فإنه الإسلام. ولا تحرفوا الإسلام يمينا ولا شمالا. وعليكم بسنة نبيكم والذي كان عليه أصحابه، وإياكم وهذه الأهواء التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء.

فحدثت الحسن، فقال: صدق ونصح. قال: فحدثت حفصة بنت سيرين فقالت: يا باهلي أنت حدثت محمدا (أي: أخوها: محمد بن سيرين) بهذا؟ قلت: لا. قالت: فحدثه إذاً.

 

قال الحسن: لا يصح القول إلا بعمل، ولا يصح قول وعمل إلا بنية، ولا يصح قول وعمل ونية إلا بالسنة.

 

قال يونس بن عبيد: ليس شيء أغرب من السنة، وأغرب منها من يعرفها

 

قال أيوب: إني أُخبر بموت الرجل من أهل السنة وكأني أفقد بعض أعضائي.

 

وقال أيضاً: إن من سعادة الحَدث [أي: صغير السن] والأعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة.

 

عن ابن شوذب قال: إن من نعمة الله على الشاب إذا نَسك [أي: استقام] أن يـواخي صاحب سنة يحمله عليها.

 

قال يوسف بن أسباط: كان أبي قدريا، وأخوالي روافض، فأنقذني الله بسفيان.

 

قال أيوب : إذا كان الرجل صاحب سنة وجماعة فلا تسأل عن أي حال كان فيه.

 

وكان أيوب يبلغه موت الفتا من أصحاب الحديث فيُرى ذلك فيه، ويبلغه موت الرجل يذكر بعباده فما يرى ذلك فيه.

 

قال حماد بن زيد: حضرتُ أيوب السختياني وهو يغسل شعيب بن الحبحاب وهو يقول: إن الذين يتمنون موت أهل السنة يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون.

قال الأوزاعي: ندور مع السنة حيث دارت.

 

وقال أيضاً: كان يقال: خمس كان عليها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم والتابعون بإحسان: لزوم الجماعة، وإتباع السنة، وعمارة المساجد، وتلاوة القرآن، والجهاد في سبيل الله.

 

وكان سفيان الثوري يقول: استوصوا بأهل السنة خيرا فإنهم غرباء.

 

وكان يقول أيضاً: إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب؛ فابعث إليهما بالسلام وادع لهما. ما أقل أهل السنة والجماعة !!.

 

قيل لأبي بكر بن عياش: يا أبا بكر من السني؟ قال: الذي إذا ذكرت الأهواء لم يتعصب لشيء منها.

 

وكان أبو بكر بن عياش يقول: السنة في الإسلام أعز من الإسلام في سائر الأديان.

 

قال عبد الله بن المبارك: ما رأيت أحداً أشرح للسنة من أبي بكر بن عياش.

 

قال أحمد بن عبد الله بن يونس: امتحن أهل الموصل بمعافى بن عمران فإن أحبوه فهم أهل السنة، وإن أبغضوه فهم أهل بدعة. كما يمتحن أهل الكوفة بيحي (أي: ابن سعيد القطان)

 

قال معافى بن عمران: لا تحمدن رجلاً إلا بعد الموت؛ إما يموت على السنة، أو يموت على بدعة.

 

قال حذيفه   : اتقوا الله يا معشر القراء، خذوا طريق من قبلكم، فوالله لئن سبقتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، وإن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا.

 

قال ابن مسعود : إعلم إن الضلالة حق الضلالة: أن تعرف ما كنت تُنكِر، وأن تُنكِر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى فإن دين الله واحد.

 

وعنه أيضاً قال: يجيء قوم يتركون من السنة مثل هذا - يعني مفصل الأصبع - فإن تركتموهم جاءوا بالطامّة الكبرى. وإنه لم يكن أهل كتاب قط إلا كان أول ما يتركون "السنة" وإن آخر ما يتركون "الصلاة" ولولا أنهم يستحيون لتركوا الصلاة.

 

وعنه أيضاً قال: كيف أنتم إذا البستكم فتنة يربوا فيها الصغير، ويهرم فيها الكبير، إذا ترك منها شيء قيل تركت السنة. قيل: متى ذلك يا أبا عبد الرحمن؟. قال: ذلك إذا ذهب علماؤكم، وكثرت جهالكم ، وكثرت قراؤكم، وقلّت فقهاؤكم، والتمست الدنيا بعمل الاخرة، وتفقه لغير الدين.

 

قال ابن عباس  : ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا سنة، حتى تحيا البدع وتموت السنن.

 

وقال ابن عمر  : ما ابتدعت بدعة إلا ازدادت مضيا، ولا تُركت سنة إلا ازدادت هويا.

 

قال حسان بن عطية: ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها ثم لا يعيدها عليهم إلى يوم القيامة

 

قال عبد الله بن مسعود  : ألا لا يقلدن أحدكم دينه رجلا إن آمن آمن وإن كفر كفر فإن كنتم لا بد مقتدين فبالميت فإن الحي لا يؤمن عليه الفتنة؛ أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم، كانوا أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلّفاً، قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم، واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم.

 

قال عمر بن عبد العزيز: سن رسول الله  r ، وولاة الأمر بعده: سننا؛ الأخذ بها تصديق لكتاب الله عز وجل واستكمال لطاعته وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في رأي من خالفها فمن اقتدى بما سنوا اهتدى ومن استبصر بها أبصر ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله عز وجل ما تولاّه وأصلاه جهنم وساءت مصيرا.

 

قال الزهري: كان من مضى من علمائنا يقول: الاعتصام بالسنة نجاة، والعلم يقبض سريعا، فنعش العلم ثبات الدين والدنيا، وذهاب العلماء ذهاب ذلك كله.

 

وخطب ابن مسعود  فقال: يا أيها الناس عليكم بالطاعة والجماعة فإنهما السبيل في الأصل إلى حبل الله الذي أمر به وأن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة

 

عن عمرو بن ميمون قال: قدم علينا معاذ بن جبل على عهد رسول الله r فوقع حبه في قلبي فلزمته حتى واريته في التراب بالشام، ثم لزمت أفقه الناس بعده: عبد الله بن مسعود، فذكر يوما تأخير الصلاة عن وقتها فقال: صلوها في بيوتكم واجعلوا صلاتكم معهم سبحة. قال عمرو بن ميمون: فقيل لعبد الله بن مسعود: وكيف لنا بالجماعة؟ فقال لي: يا عمرو بن ميمون: إن جمهور الجماعة هي التي تفارق الجماعة، إنما الجماعة ما وافق طاعة الله وإن كنت وحدك.

 

عن قتادة في قوله تعالى: {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم} قال: صاحب بدعة يدعو إلى بدعته.

 

قال عبد الله بن مسعود  : إياكم وما يحدث الناس من البدع فإن الدين لا يذهب من القلوب بمره ولكن الشيطان يحدث له بدعا حتى يخرج الإيمان من قلبه ويوشك أن يدع الناس ما ألزمهم الله من فرضه في الصلاة والصيام والحلال والحرام ويتكلمون في ربهم عز وجل فمن أدرك ذلك الزمان فليهرب قيل: يا أبا عبد الرحمن فإلى أين؟. قال: إلى لا أين، قال: يهرب بقلبه ودينه لا يجالس أحدا من أهل البدع.

 

قال معاذ : إنما أخشى عليك ثلاثة من بعدي زلة عالم وجدال منافق في القرآن والقرآن حق وعلى القرآن منار كمنار الطريق فما عرفتم منه فخذوه ومن لم يكن غينا من الدنيا فلا دين له قال عبد المؤمن فسالت أبي ما يعني بهذا فقال سألناه فقال من لم يكن له من الدنيا عمل صالح فلا دين له

 

قال عمر بن الخطاب   : اكم وأصحاب الرأي، فإنهم أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها؛ فقالوا بالرأى، فضلوا وأضلوا.

 

وقال   أيضاً : سيأتي أناس سيجادلونكم بشبهات القرآن خذوهم بالسنن فإن أصحاب السنن أعلم بكتاب الله

 

قال عبد الله بن عباس  : أمر الله المؤمنين بالجماعة ونهاهم عن الاختلاف والفرقة وأخبرهم بما هلك من كان قبلهم بالمراء والخصومات.

 

قال الحسن: لمّا أتاه رجلا فقال: يا أبا سعيد إني أريد أن أخاصمك. فقال الحسن: إليك عني، فإني قد عرفت ديني وإنما يخاصمك الشاك في دينه.

 

قال ابن عمر : ما فرحت بشيء من الإسلام أشد فرحا بأن قلبي لم يدخله شيء من هذه الأهواء

 

عن الشعبي قال: إنما سميت الأهواء لأنها تهوي بصاحبها في النار.

 

عن أبي الجوزاء قال: لأن يجاورني قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني أحد منهم يعني أصحاب الأهواء.

 

قال الحسن: أهل الهوى بمنزلة اليهود والنصارى.

 

وكان سفيان الثوري يقول: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، والمعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها.

 

عن الأوزاعي قال: قال عمر بن عبد العزيز: إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم بشيء دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة.

 

قال قتادة: إن الرجل إذا ابتدع بدعة ينبغي لها أن تذكر حتى تحذر.

 

عن الحسن قال: صاحب بدعة ولا يقبل الله له صلاة ولا صياما ولا حجا ولا عمرة ولا جهادا ولا صرفا ولا عدلا.

 

قال الفضيل بن عياض: لا يرفع لصاحب بدعة إلى الله عمل.

 

رأى أيوب: رجلا من أهل الأهواء فقال: إني أعرف الذلة في وجهه، ثم قرأ: {إن الذين اتخذوا العجل سينالهم عضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين}، ثم قال: هذه لكل مفترٍ.

 

عن مطرف بن الشخير قال: لو كانت هذه الأهواء كلها هوى واحداً؛ لقال القائل: الحق فيه. فلما تشعبت واختلفت عرف كل ذي عقل أن الحق لا يتفرق.

 

و صلى الله و سلم على محمد و آله و صحبه

 

منقول

الناشر : المكتبة السلفية بمدينة روبي – فرنسا

 

 

www.marok1.com

www.sahab.net

www.sounna.com

http://www.olamayemen.com

 

 

Partager cet article
Repost0
25 février 2010 4 25 /02 /février /2010 11:09
الواجبات المتحتمات المعرفة
على كل مسلم ومسلمة


بسم الله الرحمن الرحيم

الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها،وهي:

معرفة العبد: ربه ودينه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم.

فإذا قيل لك: من ربك؟ فقل: ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي ليس لي معبود سواه.

وإذا قيل لك: مادينك؟ فقل: ديني الإسلام وهو: الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والبراءة من الشرك وأهله.

وإذا قيل لك: من نبيك؟ فقل: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم وهاشم من قريش وقريش من العرب والعرب ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.


أصل الدين وقاعدته أمران:

الأول: الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له والتحريض على ذلك والموالاة فيه وتكفير تركه.
الثاني: الإنذار عن الشرك في عبادة الله والتغليظ في ذلك والمعاداة فيه وتكفير من فعله.


شروط (لا إله إلا الله):

الأول: العلم بمعناها نفياً وإثباتاً.
الثاني: اليقين وهو : كمال العلم بها المنافي للشك والريب.
الثالث: الإخلاص المنافي للشرك.
الرابع: الصدق المنافي للكذب.
الخامس: المحبة لهذه الكلمة ولما دلت عليه والسرور بذلك.
السادس: الانقياد لحقوقها وهي: الأعمال الواجبة إخلاصاً لله وطلباً لمرضاته.
السابع: القبول المنافي للرد.


أدلة هذه الشروط من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

دليل العلم:
قوله تعالى: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ} [محمد:19]، وقوله: {إِلَّا مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [الزخرف:86]، أي بـ (لا إله إلا الله) {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} بقلوبهم مانطقوا به ألسنتهم.

ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة».

ودليل اليقين:
قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات15].

فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا أي لم يشكوا فأما المرتاب فهو من المنافقين.

ومن السنة: الحديث الثابت عن الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة».

وفي رواية: «لايلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة».

وعن أبي هريرة أيضا من حديث طويل: «من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة».

دليل الإخلاص:
قوله تعالى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر3] وقوله سبحانه: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء} [البينة5].

ومن السنة: الحديث الثابت في الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أسعد الناس بشفاعتي من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه ( أو نفسه )».

وفي الصحيح عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل».

وللنسائي في (اليوم والليلة) من حديث رجلين من الصحابة عن صلى الله عليه وسلم: «من قال لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير مخلصاً بها قلبه يصدق بها لسانه إلا فتق الله لها السماء فتقاً حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر الله إليه أن يعطيه سؤله».

ودليل الصدق:
قوله تعالى: {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت1: 3].

وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ (9) فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} [البقرة8: 10].

ومن السنة: ماثبت في الصحيحين عن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما ن أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صادقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار».

ودليل المحبة:
قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} [البقرة165].

وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ} [المائدة54].

ومن السنة: ماثبت في الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لايحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار».

دليل الانقياد:
ما دل عليه قوله تعالى: {وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ } [الزمر54]، وقوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ} [النساء125]، وقوله: {وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان22]، أي ( لا إله إلا الله ).
وقوله تعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} [النساء65].

ومن السنة: قوله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به» وهذا هو تمام الانقياد وغايته.

ودليل القبول:
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} [الزخرف23: 25].

وقوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ (35) وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} [الصافات35: 36].

ومن السنة: ماثبت في الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً: فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا ورزعوا وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه مابعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به».


نواقض الإسلام

اعلم أن نواقض الإسلام عشرة:

الأول: الشرك في عبادة الله تعالى:
قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء48]، وقال: {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة72].

الثاني: من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة.

الثالث: من لم يكفر المشركين أو يشط في كفرهم أو صحح.

الرابع: من اعتقد أن غير هدى النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه أو أن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيث على حكمه فهو كافر.

الخامس: من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر.

السادس: من استهزأ بشئ من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه عقابه كفر.

قوله تعالى: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65) لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِين} [التوبة65: 66].

السابع: السحر ومنه الصرف والعطف فمن فعله أو رضى به كفر.

والدليل قوله تعالى: {وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ} [البقرة:103].

الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى: {وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة51].

التاسع: من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر.

العاشر: الإعراض عن دين الله تعالى: لايتعلمه ولا يعمل به والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ} [السجدة22] ولافرق في جميع هذه النواقض بين الهازل والجاد والخائف إلا المكره وكلها من أعظم ما يكون خطراً وأكثر ما يكون وقوعاً.
فينبغي للمسلم أن يحذرها ويخاف منها على نفسه نعوذ بالله من موجبات غضبه وأليم عقابه.


التوحيد ثلاثة أنواع:

الأول: توحيد الربوبية:
وهو الذي أقر به الكفار على زمن رسول الله وقاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يدخلهم في الإسلام واستحل دمائهم وأموالهم وهو توحيد الله بفعله تعالى، والدليل قوله تعالى: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} [يونس31].
والآيات على هذا كثيرة جداً.

الثاني: توحيد الألوهية:
وهو الذي وقع فيه النزاع في قديم الدهر وحديثه وهو توحيد الله بأفعال العباد: كالدعاء والنذر والنحر والرجاء والخوف والتوكل والرغبة والرهبة والإنابة وكل نوع من هذه الأنواع عليه دليل قرآني.

الثالث: توحيد الذات والأسماء والصفات:

قال الله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَد(2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ(3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص]،وقوله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأعراف180] وقال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى11].


ضد التوحيد الشرك:

وهو ثلاثة أنواع: شرك أكبر وشرك أصغر وشرك خفي

النوع الأول من أنواع الشرك : الشرك الأكبر:
لايغفر الله ولا يقبل معه عملاً صالحاً قال الله عز وجل: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} [النساء116].

وقال سبحانه: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} [المائدة72].

وقال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا} [الفرقان23] وقال سبحانه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الزمر65] وقال عز وجل: {ذَلِكَ هُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [الأنعام88].

والشرك الأكبر أربعة أنواع:
الأول: شرك الدعوة:
والدليل قول الله تعالى: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} [العنكبوت65].



الثاني: شرك النية والإرادة والقصد:
والدليل قوله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُون} [هود15: 16].

الثالث: شرك الطاعة:
والدليل قوله تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة31] وتفسيرها الذي لا إشكال فيه: طاعة العلماء والعباد في المعصية لادعاؤهم إياهم كما فسرها النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم لما سأله فقال: لسنا نعبدهم فذكر له: أن عبادتهم طلعتهم بالمعصية.

الرابع: شرك المحبة:
والدليل قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ} [البقرة165].


النوع الثاني من أنواع الشرك: الشرك الأصغر:
وهو الرياء والدليل قوله تعالى: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف110].

النوع الثالث: من أنواع الشرك: الشرك الخفي:
والدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل».

وكفارته قوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئاً وأنا أعلم وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم».


الكفر كفران

النوع الأول: كفر يخرج على الملة:

وهو خمسة أنواع:
النوع الأول: كفر التكذيب:
والدليل قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْكَافِرِين} [العنكبوت68].

النوع الثاني: كفر الإباء والاستكبار مع التصديق:
والدليل قوله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} [البقرة34].

النوع الثالث: كفر الشك:
وهو كفر الظن والدليل قوله تعالى: {وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا(36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُل(37)لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدً} [الكهف35: 38].

النوع الرابع: كفر الإعراض:
والدليل على ذلك قوله تعالى: {مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُّسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنذِرُوا مُعْرِضُونَ} [الأحقاف3].

النوع الخامس: كفر النفاق:
والدليل قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ} [المنافقون3].

النوع الثاني من نوعي الكفر: وهو كفر أصغر لايخرج من الملة وهو كفر النعمة:
والدليل قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} [النحل112].

أنواع النفاق:

النفاق نوعان: اعتقادي وعملي.

النفاق الاعتقادي:
ستة أنواع صاحبها من أهل الدرك الأسفل من النار:

الأول: تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم.
الثاني: تكذيب بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
الثالث: بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
الرابع: بغض بعض ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
الخامس: المسرة بانخفاض دين الرسول صلى الله عليه وسلم.
السادس: الكراهية بانتصار دين الرسول صلى اله عليه وسلم.

النفاق العملي:
النفاق العملي خمسة أنواع:
والدليل قوله صلى اله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان» وفي رواية: «إذا خاصم فجر وإذا عاهد غدر».


معنى الطاغوت ورؤوس أنواعه:

اعلم رحمك الله تعالى: أن أول ما فرض الله على ابن آدم الكفر بالطاغوت والإيمان بالله
والدليل قوله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل36].

فأما صفة الكفر بالطاغوت:
فأن تعتقد بطلان عبادة غير الله وتتركها وتبغضها وتكفر أهلها وتعاديهم.

وأما معنى الإيمان بالله:
فأن تعتقد أن الله هو الإله المعبود وحده دون سواه وتخلص جميع أنواع العبادة كلها لله وتنفيها عن كل معبود سواه وتحب أهل الإخلاص وتواليهم وتبغض أهل الشرك وتعاديهم.

وهذه ملة إبراهيم التي سفه من رغب عنها وهذه هي الأسوة التي أخبر الله بها في قوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَءَاؤاْ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة4].

والطاغوت عام فكل ما عبد دون الله ورضي بالعبادة من معبود أو متبوع أو مطاع في غير طاعة الله ورسوله فهو طاغوت، والطواغيت كثيرة رؤوسهم خمسة:

الأول: الشيطان الداعي إلى عبادة غير الله:

والدليل قوله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} [يس60].


الثاني: الحاكم الجائر المغير لأحكام الله تعالى:

والدليل قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا} [النساء60].


الثالث: الذي يحكم بغير ما أنزل الله:

والدليل قوله تعالى: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} [المائدة44].


الرابع: الذي يدعي علم الغيب من دون الله:

والدليل قوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا} [الجن26] وقوله تعالى: {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [الأنعام59].


الخامس: الذي يعبد من دون الله وهو راض بالعبادة:
والدليل قوله تعالى: {وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِّن دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ} [الأنبياء29].

واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمناً بالله إلا بالكفر بالطاغوت.

والدليل قوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة256].

الرشد: دين محمد.
الغي: دين أبي جهل.
العروة الوثقى: شهادة أن لا إله إلا الله ةهي متضمنة للنفي والإثبات: تنفي جميع أنواع العبادة عن غير الله تعالى وتثبت جميع أنواع العبادة كلها لله وحده لاشريك له.

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات

كتبه: شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

 

Partager cet article
Repost0
23 février 2010 2 23 /02 /février /2010 09:25

الـبرهــــــــــان

التسمية بالسلفي

الشيخ صالح السحيمي

حفظه الله

السائل : بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد :

أحسن الله إليكم يا شيخ يقول السائل هل يجب على من كان على منهج أهل السنّة والجماعة أن يقول أنا سلفي ؟

الشيخ :أوّلا ما معنى السلف والسلفية؟كلمة السلف, سلف بمعنى مضى ولذلك فقد يكون سلفا في الخير وقد يكون سلفا في الشر لكن إذا أطلق السلف والسلفي ومنهج السلف عند أهل السنّة حتى ولو لم يقل السلف الصالح فإن المقصود بهم السلف الصالح وأتباعهم والمراد بذلك لأهل العلم فيه قولان .هل السلف قاصر على أهل القرون الثلاثة الأولى الذين قال فيهم النبيّ  صلى الله عليه وسلم  :<خير النّاس قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم>أم يشمل كل من سلف على هذا المنهج؟ والصّحيح الثاني وهو أن السلف يشمل كل من مضى وسلف على المنهج الحق كل من تقدّمك ,فعلماؤنا  سلف لنا  ونحن سلف لمن بعدنا فنسأل الله أن يجعلنا سلفا في الخير فإذن  هذا المقصود بالسلف أمّا المنهج السلفي أو السلفيون فالمقصود بهم أتباع السلف لا فرق بين كلمة سلفي أو فلان من الفرقة الناجية أو الطائفة المنصورة أو أهل السنة والجماعة كل هذه تعني مسمى واحدا وهو من كان  مثل ما كان عليه النبيّ  صلى الله عليه وسلم  وأصحابه من حيث العموم بغض النظر عن ما يكون هناك من تقصير لكن من حيث المنهج والعقيدة هو على منهج  النبي ّ  صلى الله عليه وسلم  وأصحابه من بعده هذا هو السلفي فلا نتبرّم من هذه الكلمة ,بعض الناس عنده تحسّس يظنّ أن كلمة السلفي  أنّها  ليست يعني مشروعة أو أنها تطلق على جماعة فقط معيّنة توالي وتعادي على أشياء معيّنة لا يا عبد الله أنت يجب أن تكون سلفيا وكل مسلم يجب أن يكون سلفيا كما أقول يجب أن يكون سنّيا فإذا أنكرنا السلفية أنكرنا السنّة وأنكرنا أهل السنة والجماعة , كلمة سنّي وكلمة أهل السنّة هل كانت موجودة في عهد النبيّ  صلى الله عليه وسلم أم عرفت بعد انتشار أهل البدع ؟آآ؟بعد ظهور أهل البدع كذلك كلمة سلفي سنّي ,لكن إذا كان الذي يقولها, هنا محذوران من ادعاء السلفية  المحذور الأول : إذا كان من يدّعي السلفية لا يمثّلها لا قولا ولا عملا ولا اعتقادا فهذاحتى لو سمّى نفسه سلفي إلى يوم القيامة فهو ليس بسلفي وحتى لو قال أنّه من أهل السنّة والجماعة ويكذب وحتى لو قال أنّه من الفرقة الناجية وهو يعتقد عقيدة الطوائف المنحرفة هذا يكذب فكونه يوالي ويعادي على منهج أحزاب معيّنة ثمّ يدّعي السلفية هذا يكذب ولا يعيب السلفية هذا فإذا الآن بعض المتصوفة الغلاة ومؤوّلي الصفات يقولون نحن من أهل السنّة والجماعة هل هم كذلك ؟آآ؟ لا  ليسوا كذلك بل هم خلفيّون وليسوا سلفيّين وليسوا من أهل السنّة والجماعة ,بعض الذين يقتّلون المسلمين الآن في بعض البلاد يسمّون أنفسهم جماعة الجهاد السلفية والحقيقة أن الإسم الحق لهم  جماعة التكفير الخلفية الخوارج المارقة ,جماعة التكفير المارقة الخوارج هذا هو الإسم الصحيح لهم أما كونهم يتسمّون  بالسلفية فهذا لا يعني أن نتبرّم نحن من التسمية ,والله ينبغي أن تعتزّ بذلك  وأن يكون لك الشرف في الإعتزاء إلى السلف  وإلى منهج أهل السنة والجماعة .المحذور الثاني:إذا قلتها على سبيل التفاخر تتفاخر بها على النّاس وتتعالى بها على النّاس فهذا حرام أمّا ما عدا ذلك فيجب أن تتشرّف بالسلفية وأن تعتزي إلى السلفية و أن تنتمي إلى السلفية أمّا إذا كان الذي يقولها يقصد التفاخر والتعاظم على النّاس فهذا ليس بسلفي وكذلك الذي يسمّي نفسه سلفيا وهو تكفيري خارجي هذا ليس بسلفي ,لا يغرّكم الآن ما يبث عبر وسائل ,عبر زبالات الإنترنت من ادّعاء السلفية من التكفيريّين والخوارج المارقة  هذا ما هذا  ليس , هؤلاء ليسوا سلفيّين بل هؤلاء خوارج مارقة هذا هو أحسن اسم لهم لكن نحن, بعضنا الآن يعني  والعياذ بالله يعني , لا يجرأ أن يسمّي النّاس بأسماءهم  , الذين يفجّرون في بلاد المسلمين  سواءا في الجزائر أو في الرياض أو في أي مكان أو في أي بلد مسلم ويسمّون أنفسهم ,إذا سمّو أنفسهم سلفيّين هل هم سلفيّون ؟ وهل نحسبهم على السلفية ؟وهل يعيب من انتمى إلى السلفية أن هؤلاء  انتموا زورا وبهتانا ؟لا يا عبد الله كن سلفيا على الجادّة في كتاب سيخرج إن شاء الله  بهذا العنوان لأخينا الدكتور عبد السلام السحيمي بهذا العنوان

-كن سلفيا على الجادّة -

 فلا تتبرّم من هذا والله لك العزّ ولك الشرف بهذه التّسمية أمّا كون النّاس ينتمون إليها طيب الآن القديانية الكفرة موقعهم في الإنترنت إيش اسمو؟ما اسمه؟آآ؟إسمه الإسلام .إسمه ماذا ؟ الإسلام ,فهل  هم مسلمون ؟ هل هم مسلمون ؟نبيّهم غلام أحمد القدياني هذا نبيّهم طيب , كون  النّاس تتسمى شيء وكونك يا أخي تعتقد أنّك على ,تعتقد هذا المنهج المنهج السلفي ,المنهج السنّي منهج الطائفة المنصورة , الفرقة النّاجية ,السلفيّين , السلف ,أتباع السلف ,الجماعة .أهل السنّة هذه كلها مسمّى واحد يا عبد الله ما فيها تفريق  فللمسلم الشرف في هذا وكون يتسمّى أشخاص, طيب فيه طائفة منحرفة ضالّة ,طائفة الدروز موقعهم إسموا إيش؟في الإنترنت إسموا إيش؟التوحيد .هل هم أهل توحيد أم عبّاد أصنام؟عبّاد أصنام .طيّب يعني هل نسمّيهم موحّدين؟ تنبّهوا لهذا  المسألة خطيرة , الموحّدون الذين ظهروا في المغرب قبل عدّة قرون هل هم موحّدون على اسمهم ولاّ مشركون ؟ مشركون . التسميات ما, كون الشخص يتسمّى هذا لا يزن شيئا وإنّما العبرة بالتّطبيق لكن مع هذا لا نتبرّم من الإعتزاء إلى منهج إيش؟ السلف أو إلى السلفية لأن ّ فلانا ادّعاها وهو ليس من أهلها , إنتبهوا إلى هذا يا إخوان.

وتم الفراغ من تفريغ هذه المادة عشية الثلاثاء 08جمادى الثانية 1427هـ

بالجزائر

نسأل الله الحي القيّوم أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن لا يجعل لغيره فيها نصيب إنه سميع قريب

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

قام بتفريغ هذه المادّة:

 راجي عفو ربّه ومغفرته

أبو الحارث نجيب زرقي

 

 

الناشر : المكتبة السلفية بمدينة روبي – فرنسا و مسجد السنة بمدينة مرسلية فرنسا

 

Partager cet article
Repost0